تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الأحد، 23 ديسمبر 2018

تخطيط الاستعمار البريطاني لتوطين اليهود في وادي العربة حتى العقبة عام 1936 م




كان لبريطانيا الدور الرئيس في تسليم فلسطين إلى اليهود ، وكان من مخطّطات الإنجليز التي تمّ تغييرها لسببٍ أو لآخر ضمّ العقبة إلى وطن اليهود المصطنع في فلسطين ، وقد سبق أن بيّنا شيئا من ذلك في عدد من المقالات هنا ومنها : 
ومن بين مخطّطات الإنجليز بخصوص وادي العربة الممتدّ من البحر الميّت إلى خليج العقبة إطلاق البيع في منطقة بئر السبع بما فيها وادي العربة ، وكذلك ربط بئر السبع بالعقبة بطريق معبّدة وفيما يلي ما جاء بخصوص هذا 
جاء في إحدى الصحف الصادرة عام 1936 م ما نصّه :


قال مراسلنا في القدس : وادي العربة ، يطلق على قسم كبير من أراضي قضاء بئر السبع واقع في الجهة الشرقية منها ، ويمتد إلى الجهة الجنوبية ، وبعض هذه الأراضي داخل في حدود شرق الأردن ، وهو القسم الشرقي الذي تبلغ مساحته نحو 400 الف دونم على اقل تقدير ، و يخيم فيها عشيرة السعيديين المؤلفة من أربع فرق وهي الروايضة ، الرمامنة الحماية ، المذاكير .
وعددهم نحو الف وخمسمائة شخص يعتاشون من واردات مواشيهم ، ولم يألفوا الزراعة لأسباب عديدة منها أن أراضيهم حارّة جدا ومعروفة بوادي النار ، وهذه الأراضي هي التي وقعت عين اليهود عليها ومن ورائهم الحكومة ، فأخذوا يعملون بجد ونشاط للاستيلاء عليها ، ولكن دون جدوى لتمسك أصحابها بها ، وربما كان القانون الذي أصدرته وزارة المستعمرات مؤخراً بإطلاق البيع في منطقة بئر السبع جاء بطلب من الهيئات اليهودية التي ترنوا لهذه الأراضي .
ويذكر القراء توالي رحلات الرجال الرسميين إلى شرق الأردن والعقبة . ومؤخراً أي قبل مدّة قصيرة ذهاب المستر مودي وكيل السكرتير العام اليها . وقد أوجبت هذه الرحلات تساؤل الكثيرين من الذين يعنون بسياسة البلد المحلية لا سيما على إثر الهمة التي تبذلها الحكومة لتعبيد طريق بئر السبع ــ العقبة وتخصيصها ألوف الجنيهات لهذه الغاية ، فأخذنا نتابع أخبار هذه الرحلات إلى أن وقفنا على سرّ نسرده للقرّاء وندع التعليق عليه لقلم التحرير . وهذا السر لا نجزم به الآن ولكن يجب أن نرویه :
قرّرت الحكومة الاستيلاء على أراضي وادي العربة وكما ذ كرنا آنفا تبلغ مساحتها نحو 400 الف دونم . وقرّرت أيضاً إسكان ۲۰ الف عائلة يهودية فيها ، واذا اعتبرنا العائلة مؤلفة من خمسة أشخاص فيكون مجموع الذين يسكنون في هذه الأراضي 300 ألف شخص من اليهود .
وقد فاوضت الحكومة على ما علمنا أحد القائمقامين للقيام بالإجراءات اللازمة إلا أنه أبي الموافقة على هذا المشروع الخطير لأسباب عديدة ، وعارض فيه بشدّة مما اضطر الحكومة على ما علمنا من مصدر إلى نقله إلى نابلس ، وسيتم النقل ابعد مدة قريبة . ولكي يعرف القارئ أهمية هذه الأراضي ومساحتها نحيله الى خارطة بثر السبع التي وضعتها الحكومة قبل ثلاث سنوات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق