ما أثير منذ سنين طويلة إلى يومنا هذا حول إنشاء قناة تربط بين خليج العقبة والبحر الميّت فيما عُرف بقناة البحرين هو في حقيقة الأمر مشروعٌ قديمٌ الرابح الأكبر فيه هو الحركة الصهيونية التي رعتها بريطانيا منذ القرن التاسع عشر فمنذ مرحلة التفكير بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، ثمّ التنفيذ بإعطاء وعد بلفور ، ثمّ تسليم فلسطين للعصابات اليهودية عام 1948 م ، وإلى يومنا هذا تتكشّف الحقائق بأنّ كثيراً من الأفكار التي نُفّذت أو ستنفّذ فإن للإنجليز الدور الأخطر فيها ، ومن بين هذه الأفكار فكرة قناة البحرين التي كان أوّل من طرحها من الإنجليز هو اللواء تشارلز جورج غوردون باشا المتوفّى عام 1885 م ، وهو المعروف بغوردون الخرطوم وغوردون الصيني ، وكان الحاكم العام للسودان ، فقد سافر قبل وفاته إلى فلسطين ومكث فيها عاماً خلال عامي 1882 و 1883 م ، وفي نهاية عام 1883 م طرح الفكرة من خلال كاتب سيرته صديقه ديمتريوس بولجر طالباً منه عدم الإعلان عن اسمه كمقترحٍ للفكرة !
فيما يلي مقالةٌ قديمة كُتبت قبل نحو 90 عاماً تكشف مخطّطات الإنجليز لرعاية مصالح اليهود عبر التاريخ إلى يومنا هذا .
فيما يلي مقالةٌ قديمة كُتبت قبل نحو 90 عاماً تكشف مخطّطات الإنجليز لرعاية مصالح اليهود عبر التاريخ إلى يومنا هذا .
ترعة من حيفا إلى البحر الأحمر
اتفق لنا هذا الصيف ان قرأنا سيرة الجنرال غوردون باشا التي ألّفها صديقة ديمتريوس بولجر ونشرها سنة 1896 أي منذ ثلاثين سنة فرأينا فيها من الآراء التي ارتآها غوردون باشا والأسرار التي كشفها ما يميط اللثام عن السياسة الاوربية المبنية على المصالح المالية ، ومن هذه الآراء أن تنشي إنكلترا ترعة من حيفا إلى بحيرة لوط ومنها الى خليج العقبة ، فتقوم مقام ترعة السويس أو تشاركها وتكون خاصة بإنكلترا . فقد كثب إلى المستر بولجر مؤلف سيرته في أواخر سنة 1883 ما خلاصته أن إحتلال إنكلترا لمصر غايته ضمان ربا الدين المصري البالغ تسعين مليوناً من الجنيهات ، والسيطرة على ترعة السويس ، فأوقع المشاكل بينها وبين فرنسا ، ولذلك يحسن بها أن تنال فرماناً من السلطان لحفر ترعة واسعة توصل بحر الروم عند حيفا بالبحر الأحمر عند العقبة . ثمَّ عدّد الفوائد التي تنجم عن ذلك ومنها :
أوّلاً : غمر غور الأردن فيزول ما فيه من المستنقعات الوبيلة .
وثانيا : وقاية فلسطين من غارات البدو .
وثالثا : التخّلص من المشاكل التي نتجت عن احتلال مصر .
ورابعها : إحياء أراضي مؤاب وبني عمون فتصير فلسطين مثل بلجيكا .
أوّلاً : غمر غور الأردن فيزول ما فيه من المستنقعات الوبيلة .
وثانيا : وقاية فلسطين من غارات البدو .
وثالثا : التخّلص من المشاكل التي نتجت عن احتلال مصر .
ورابعها : إحياء أراضي مؤاب وبني عمون فتصير فلسطين مثل بلجيكا .
وقدّر النفقات اللازمة لحفر هذه الترعة ، وما يلزم لها من المرافئ بعشرة ملايين ونصف مليون من الجنيهات هكذا
حفر الترعة من حيفا إلى الأردن : 2000000 جنيه .
التعويض لأصحاب الأرض : 1000000 جنيه .
حفر الترعة من بحيرة لوط الى خليج العقبة : 6000000 جنيه .
بناء مرفأ حيفا : 1000000 جنيه .
بناء مرفأ العقبة : 500000 جنيه .
المجموع : 10500000 جنيه .
ثمَّ قال : ولنفرض أنَّ النفقات بلغت اثني عشر مليوناً او خمسة عشر مليوناً فإنَّ هذه الترعة تخلّصنا من مشاكل مصر والسودان . لكنّه طلب من المستر بولجر أن لا يذكراسمه حينئذٍ اذا نشر ما تقدّم بل يقول إنّه من مكاتب .
ويظهر لنا أنَّ إنكلترا لم تعمل برأيه إمّا لأنّها وجدت انَّ حفر الترعة من بحيرة لوط إلى خليج العقبة يقتضي من النفقات أكثر كثيراً ممّا قدّر أو لإنَّ الماليّين الذين عندهم الكثير من اسهم ترعة السويس منعوها من هذا العمل او استمهلوها إلى أن يبيعوا ما عندهم من هذه الأسهم " أ . هــ
قلت : تخطيط غوردون هذا يؤكّد أنَّ بلاد مؤاب وعمّون أي الأردن جزءٌ من فلسطين التي لم تمضِ 34 عاماً حتى صدر وعد بلفور بأن تكون فلسطين وطناً لليهود فالنصّ المتقدّم يقول بالحرف : ( إحياء أراضي مؤاب وبني عمون فتصير فلسطين مثل بلجيكا ) ، وحينما تصبح فلسطين التي تشمل في تصوّرهم الأردن مثل بلجيكا يسلّمونها لليهود وهو ما تمّ المباشرة به بوعد بلفور عام 1917 م ،وانتهى بتسليم فلسطين لليهود عام 1948 م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق