تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الناس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الناس. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 13 ديسمبر 2019

ديسمبر 13, 2019

بدو العقبة في انتخابات عام 1954 م




في عام 1954 م تقرّر إجراء الانتخابات النيابية في الأردن ، وقد شارك فيها بدو العقبة وهم الأحيوات وحويطات العقبة ، ولتحقيق مشاركة البدو في هذه الانتخابات شكّا قائمقام العقبة لجنة برئاسة قائد مغفر القويرة وعضوية الشيخ عيد أبو خليل الأحيوي والشيخ عودة ابن نجاد الحويطي لتسجيل أسماء الناخبين ، وهو ما تمّ بالفعل وفيما يلي بيان ذلك :

الخميس، 20 ديسمبر 2018

ديسمبر 20, 2018

من عربان العقبة في القرن العاشر للهجرة : أولاد أبو سنينة الأحيوات



من فروع قبيلة الأحيوات القديمة في منطقة العقبة قبل نحو خمسة قرون ( 500 عام ) فرعٌ اسمه أولاد أبو سنينة ، وكانت لهم صرّة من الدولة المصرية ، وكان من مهامهم في موسم الحجّ عند مرور قوافل الحجيج في المنطقة بين العقبة والبدع دلالة الحجيج على مواضع المياه والأحطاب في المنطقة من العقبة إلى الشرف ( شرفة بني عطيّة ) على نحو 80 كم جنوب العقبة .

السبت، 1 سبتمبر 2018

سبتمبر 01, 2018

جدّ آل البيّومي وجدّ آل عبد الجواد وجدّ آل الشحاتات في العقبة في وثيقة مؤرّخة بعام 1273 هــ 1856 م




في نهاية شهر رضمان المبارك الموفق 30 / 2 / 1273 هــ 30 / 10 / 1856 م محفوظ آغا الشاذلي قائد قلعة العقبة سابقاً وعبد الجواد بن علي أحد عساكر القلعة على شراء حصّة تمثّل النصف في 4 حفاير ( حدائق ) نخيل في أرض قبيلة الحويطات الواقعة غرب القلعة وهذه الحفاير تعود لعشائر الخضيرات والمناجعة والحوارين ، وتنقسم الحصّة إلى نصفين لكلّ من محفوظ وعبد الحواد النصف ، وبهذا يكون لكلٍّ منهما حصة الربع في هذه الحفاير . واتفق الطرفان على يتحمل كلٌّ منهما النصف في أيّة مصاريف تنفق في حصّتهما . وكان للحفاير مزارع من عرب القلاعية وهو إبراهيم أبو زينة القلاعي وكان له القنو . وقد اتفق محفوظ وعبد الجواد مع إبراهيم أن لا يعمل فيما سيزرعانه من نخل فنصيبه فقط هو ( القنو في النخل القديم ) ، وتمّ ذلك بكفالة علي أبو ديّة

الخميس، 26 يوليو 2018

يوليو 26, 2018

وثيقة ميراث حسين آغا الفاخري جدّ آل الفاخري العقباوية عام 1285 هــ 1868 م .


تُعدّ عائلة الفاخري من عائلات العقبة العريقة ، وهي تنتسب إلى جدّها حسن بن حسين آغا الفاخري الذي استقرّ في العقبة في القرن التاسع عشر للميلاد ، وأصبحت ذريّته من عائلات العقبة المعروفة ، وقد ذكرها الرحّالة المستشرق لويس موسل الذي زار العقبة عام 1898 م .
توفّرت لديّ وثيقة عن حسين آغا الفاخري والد حسن الفاخري جدّ العائلة في العقبة تعود لعام 1285 هــ 1868 م وفيها بيان تركة حسين آغا الفاخري أحد موظفي قلعة الحجاز ، وكان ابنه حسن يومها قاصر السنّ .

الاثنين، 18 يونيو 2018

يونيو 18, 2018

درك درب الحجيج المصري بين قلعتي نخل والعقبة

تُعتبر قبيلة الأحيوات هم أهل العقبة القدماء الذين ظلّوا مرتبطين بها إلى يومنا هذا ، فالمنطقة الممتدة من قلعة العقبة باتجاه الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة كانت جزءاً من ديارهم ، كما أن المنطقة الواقعة شمال رأس الخليج من الساحل إلى قرب قاع السعيديّين في وادي عربة هي أيضا جزء من ديارهم .
فقد كانت المنطقة الممتدة من نخل في وسط سيناء إلى قلعة العقبة ضمن ديار قبيلة الأحيوات وتحت مسؤوليتهم في العهد العثماني والمصري خلال الاحتلال البريطاني .وقالت الأستاذة حليمة النوبي علي محمد في رسالتها للماجستير ( قبائل سيناء ( 1798 ــ 1869 ) : " تشير مخطوطات دير سانت كاترين منذ عام 1605 إلى أنّ الأحيوات والمساعيد يؤدّون خدمات مثل حماية قوافل الدير وحراسة طرق الحجّ من السويس إلى العقبة " ، وقالت : " شيخ قبيلة الأحيوات ... كان عليه درك الحراسة من نِخِل إلى جهة قلعة العقبة " ( قبائل سيناء ( 1798 ــ 1869 ) ، ص 38 و 114 ) ، وقال الدكتور صبري العدل : " استطاعوا انتزاع حق حماية طريق الحجّ بداية من نخل وحتى العقبة من بدو العايد " ( تاريخ سيناء الحديث ، ص 269 ، سيناء في التاريخ الحديث ، ص 279 )

السبت، 26 مايو 2018

مايو 26, 2018

استقرار ثمود قوم صالح عليه السلام في أيلة ( العقبة )



من بين الشعوب والأقوام القديمة التي نزلت في أيلة ( العقبة ) ونواحيها واستوطنتها قوم ثمود ، وهم أصحاب الحجر الذين أرسل الله تعالى إليهم نبيّه صالح . ويقال أنّهم كانوا من سكّان بلاد اليمن قبل استقرارهم في شمال غرب جزيرة العرب في قسمٍ من بلاد نجد في الحجر خاصة وفي قسم من بلاد الحجاز ، وكان الذي أخرجهم هو الملك اليمني حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان . 

الخميس، 24 مايو 2018

مايو 24, 2018

قبائل الوحيدات والمساعيد والرتيمات والترابين أصحاب درك عقبة أيلة ( العقبة )



يُعتبر درك نقب العقبة أخطر جزءٍ في درب الحاج المصري ويمتدّ من رأس النقب إلى الساحل مسافة نحو 25 كم . قال الجزيري : " بالقرب من سطح العقبة مقدار ثلث بريد مورد ماء يسمى القطّار بالقاف المثناة والطاء المشددة المفتوحة بعدها الف وراء مهملة " ، وقال : " وسطح العقبة : قاع أفيح ويوجد بأرضه ماء المطر في أوقات ينزل الركب بآخره بالقرب من رأس النقب ويستعد للنزول منه . والعادة أن أمير الركب يبادر إلى دخول السطح وقت يسع تجهيز جمال الشعارة والربائع ومن معهم من قبل الركب ومعهم فرقة العسكر مستعدة بالسلاح ، وفرقة من الرماة ليخفف من بقية الركب كثرة الازدحام ويكون بصحبتهم من يثق به أمير الحاج من مشايخ الدرك إن كانوا على الطاعة ويبيت غالب الركب وأمير الحاج بالسطح طلوع الفجر " ، وقال : " ذكر ابن العطار في مؤلفه أن مقدار النزول من النقب إلى المناخ سبع ساعات وكان هذا النقب على الغاية من الضيق والوعر، وصعود المشق السلوك إليه فأصلحه الملوك السالفة " ، وقال : " وصفتها أنَّ الركب يبتدئ بالنزول في أوعار وصعود وهبوط إلى أن ينزل إلى الدار الحمراء ، المسماة بلون تربتها ، ثم يصعد منها إلى حدرة طويلة وعرة ، وفيحاء حمراء ثم فيحاء بيضاء . وشقيف جبل ، يساراً وتحته واد عميق ومضيق ، ثم صعود وحدرة تسمى الحلزون ، إلى أن ينزل بآخرها إلى فيحاء حمراء متسعة يستريح الركب بها يسيراً ، ثم عقبة وحدرة وأودية كبار ويرى البحر ثم يصعدون بين جبال سُود ثم يهبطون إلى الفضاء والبحر ، وتسمى هذه العقبة قنطرة البرح الملح، إلى أن يُحط الركب في الطلعة بين ساحل البحر والجبل من أيْلة في اليوم التاسع من يوم الرحيل من البركة ، وفي مستهل القعدة غالباً وفي الرجعة يُحط بساحل البحر بعد ان يمر على جميع النخل ويجعله وراءه " أ . هــ

جبال العقبة التي كانت تعبرها قوافل الحجّاج
وتظهر في سفحها منطقة المُرشّش التي أقيمت عليها مدينة إيلات

وقد فصّل القول في نقب العقبة نعوم شقير فقال : " أمّا نقب العقبة فهو الطريق الذي مهده ملوك مصر للحج المصري في ذلك الجبل العظم المطل على مدينة العقبة من الغرب . وقد يطلق النقب على الجبل له . ومسافة هذه الطريق من المرشّش في أسفل النقب الى المفرق في رأسه ۳ ساعات إلّا ربع بسیر الهجن النشيطة . وهي طريق متعرجة متحدرة جدا حتى أن رأسها عند المفرق يعلو 620  متراً عن أسفلها عند المرشش : تسير الطريق مصعدة في وادي المحسّرات ، الى رأسه عند  قبر المغربية  ساعة وربع فتأتي وادي المصري . تصعد بهذا الوادي الى قنطرة عليه نصف ساعة ، فمعقد الباشا ، ثلث ساعة . وهنا خرائب مقعد للباشا الذي تولّى تمهيد الطريق وجد فيها حجر تاريخي قد تكسر قطعا هذه قراءته : " أمر بقطع هذا الطريق المبارك السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري عز نصره وكان الواقف في هذا المكان الأمير ... خان تاسع عشر... " ، وقد رأى بعض الضباط هنا قطعة حجر من الرخام عليها هاتين الكلمتين : " السلطان مراد " . فرجم الدرك ، على ثلث ساعة من مقعد الباشا . وهو حجر تاريخي ، منقوش عليه هكذا : " بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإصلاح هذه الأماكن مولانا السلطان الملك الناصر حسن بن السلطان الملك الناصر محمد قلاون وذلك في شهر رجب سنة 629 " هــ 1231 هــ سُمّي هذا الحجر برجم للدرك لأنه كان مبدأ درك العلويين الحويطات . تذهب الطريق من هذا الرجم بوادي القريقرة ، وهو فرع من وادي طابا إلى جبل المسان ، فالمفرق ثلث ساعة . أما المسانّ فجبل صغير في سطح النقب فيه نباتات طحلبية متحجرة . وحجارته رملية تستخدم مسانّ ومن ذلك اسمه ، وفي هذا النقب عدة قم كلّ قمّة منها جبل عظيم معروف باسمه وأهمها :
جبل الشنانة ، عند رجم الدرك وقد سماه مندوبو الحدود سنة 1906 جبل رشدي باشا ، على اسم قومندان العقبة في ذلك العهد وألحقوه بالعقبة .
وجبل أبو جدة ، بين جبل الشنانة والمفرق وقد سمي  بجبل فتحي باشا ، ودخل في حد مصر .
جبل الردادي، المار ذكره وهو يحجبها عن سطح النقب .
أما سطح النقب أو رأس النقب فهو القسم الأعلى من النقب بين رجم الدرك والمفرق " أ . هــ
وقال : " نقب العقبة : وهو جبل عظيم يطل على رأس خليج العقبة وسفحه الشرقي على  3 / 4 , 3 الميل من قلعة العقبة . وله عدة تم تدعي جبالا أشهرها : جبل الشنانة ن وجبل أبو جدة ، وجبل الردادي ، وسيأتي ذكرها . ولقد كان هذا الجبل عقبة عظيمة في طريق الحج المصري فنقبت حكومة مصر فيه طريقة منذ عهد بعيد فسُمّي نقب العقبة وقد دخل معظمه في حد تركيا " أ . هــ
وقال : " أمّا المفرق فنقطة في رأس النقب تفترق عندها الطرق الآتية من العقبة ، فطريق تذهب شمالاً وهي درب غزّة ، وطريق تذهب غرباً وهي درب الحجّ المصري " أ . هــ
وقال في ذكر أودية المنطقة : " وادي المصري ينشأ من رأس نقب العقبة ويصب في الخليج على نحو میل ونصف ميل من مصب طابا . سمي كذلك لأنه كان منفذ الحجاج المصريين إلى العقبة .
ووادي المحسّرات  وهو واد قصير ينشأ من أسفل النقب ويصب في رأس الخليج عند المرشّش  على ميل ونصف من مصعب المصري ،  وقد كان منفذ طريق الحج المصري إلى الخليج بعد ترك وادي المصري .
وعلى شاطئ الخليج بين مصب وادي المصري ومصب المحسّرات حجر كبير في طريق المارة يدعى حجر علوي ، وهو الحد القديم بين عربان الطورة وعربان العقبة " أ . هــ
هذه العقبة التي نقبها حكّام مصر فأصبحت تُعرف بنقب العقبة كانت تشكّل لطبيعة تطوينها أخطر مواطن درب الحاج على الحجّاج في ذهابهم وإيابهم ، ولتدارك هذا الخطر فقد أوكل سلاطين مصر لبعض القبائل القويّة في منطقة العقبة مسؤولية حماية هذا الجزء من الدرب مقايل أعطيات سنويّة يقبضها شيوخهم وفي القرن العاشر بل قبله كانت حماية درك منطقة النقب ، وهو نقب العقبة ، ونقب الحاج على أربعة من القبائل العربية هي :
1ــ الوحيدات .
2ــ المساعيد .
3ــ الرتيمات .
4ــ الترابين .
قال الجزيري ( 911 ــ نحو 977 هــ 1505 ــ نحو 1569 / 1570 م ) :" لنذكر أمر الدرك وتقسيمه بالنقب والمناخ فنقول :
أما الدرك وتقسيمه فاعلم  وفقك الله لطاعته أن درك النقب من السطح إلى جانب البحر الملح حيث المحل الذي يزين به أمير الحاج وطاقه عند دخوله، ومحطته بالمناخ ويعرف قديماً بالحمام أما لكون أن هذا المحل كان به حمام قديم ، أو لأجل أن يمضي الحجاج عند نزوله من النقب يغتسل هنا من أوساخه والأول أقرب " أ . هــ
وذكر أنّ درك النقب المذكور ينقسم إلى أربعة أقسام لأربع قبائل فيكونون أرباعاً هي :
1ــ الربع الأول :
لمشايخ الوحيدات يقبض ذلك الشيخ عمر بن شاهين بن حسين وعبد الله أخوه ومن تبعه ، وعمر المذكور في زمننا عين الطائفة ، وهو الذي يقبض جميع المبلغ العائد بيده ، ويفرقه لأربابه ، وتارة لا يرضى بقية الشركاء بقسمته من يده ، لأنه يتنفل عليهم بقسم خامس له من المئتي دينار، فيكون له خمسان وللباقين ثلاثة أخماس وحضرته في عام من الأعوام قسمها على هذا الشرح فلم يعجب بقية أهل الدرك ذلك ولم يذعنوا له فيها .
ومن الوحيدات حسن بن ندال وأولاده وأولاد الفقير عيد وعميرة ومن معهم وجماعات كثيرة ، وحصة هذه الطائفة على طريق الاعتدال الربع فيكون خمسين ديناراً ، وعلى ما ادعاه عمر بن شاهين خمسان من المئتي
دينار وقد قدمنا ذكر ذلك قريبا .
إن عربان الوحيدات  بواو مضمومة وحاء مهملة مفتوحة بعدها ياء ساكنة ودال مفتوحة وتاء مثناة آخر الحروف ، وشيخهم الآن عمر بن شاهين بن حسين ، والمقرّر لهم قديماً على درك الخان القديم الذي كان بناه الظاهر بيبرس وهدم في الأيام الغورية ، وأعيد بناؤه جديداً على يد الأمير خاير بك المعمار في سنة خمس عشر وتسع مئة وقدرها اثنان وأربعون ديناراً ونصف دينار ، وتسمى في عرفهم النجيعية ، لأنها قرّرت في زمن جده نجيعة بن هرماس بن مسعود ، ويسمى الدرك عن هذه أيضا بدرك الباب والضبة : أي باب الخان  وهي مستمرة المصرف إلى تاريخه  ولم يكن لهذه الطائفة قديما غير هذه الصرة ، ثم قُرّر والده شاهين بن حسين بن نجيعة في الدولة المظفرية على يد الأمير المرحوم خاير بك ملك الأمر الأمراء ، المكني به عن نيابة الديار المصرية في مرتب بطريق الإنعام  ، لا على درك ، وقدره مئتان وخمسون دينارا، واستمر مدة ثم من بعده لأولاده إلى تاريخه ، ثم لما ولي الأمير المعظم محمد جلبي ناظر أموال الديار المصرية ن وتوجّه للكشف على عمارة النقب كان عمر بن شاهين من المخصوصين بالتردد إلى بابه بالقاهرة ، فاعتني به وقرّر له من الخزائن السلطانية لنفسه وأولاده خمس مئة دينار إنعاماً أيضاً ، لا على درك فبسبب انفراده في هذا التقرير تشوشت خواطر بقية أصحاب درك النقب ، ولكون أنهم ليس لهم إلا ما ذكرنا من المقرّر على العائد ، وأما من ديوان السلطنة فليس لهم درهم واحد ، وكثر حسدهم ظاهرا وباطنا وهم على ذلك إلى تاريخه فصار
مقبوض الشيخ عمر بن شاهين بن حسين بن نجيعة بن هرماس بن مسعود في كل سنة ، أشرفية صغيرة تسع مئة واثنين وتسعين دينار ونصف دينار ، منها ما يخص رفاقه عن ثلاثة أرباع درك نقب أيْلة من مقرّر العائد وباقي ذلك له ولأخيه عبد الدايم ، ولبقية إخوته وذويه .

2ــ الربع الثاني :
لطائفة المساعيد ، ومن أكابرهم عتيق بن مسعود بن دغيم وعليان بن مشور ، وعمران بن حويران من الحوارنة .
وعربان المساعيد : هم أصحاب درك مُبشر الحاج في العود منهم عتيق بن مسعود بن دغيم ، وعيسى قريبه ، وعليان بن مشور بن دغيم ولهم عن درك الباب ، والضبة بخان عقبة أيْلة قديماً سبعة وأربعون ديناراً ونصف دينار ، وهي مستمر الصرف إلى تاريخه ، ثم قرّر لمسعود بن دغيم في الأيام المظفرية إنعاماً عليه غير درك ، خمسون ديناراً ، واستمرت بيد ولده من بعده . واعلم أنّ درك مُبشّر الحاج لهذه الطائفة ، فمتى جهز أمير الركب مُبشره إلى القاهرة بالعود ولم يدفع لهم عادتهم ويرضي خاطرهم على ذلك كان توجهه على خطر كبير  كما أتفق مثل ذلك مراراً عديدة  وعاد الجاويش وهو مسلوب ومجروح ، ولم يقدر على التوجه منهم .
3ــ الربع الثالث :
لطائفة الرتيمات ، منهم محمود بن رافع وغنام ورفقتهم .
وعربان الرتيمات ليس لهم مقرّر أصالة ، وإنما لهم ربع الدرك في النقب على العائد لا غيره ، وهو رابع الأقسام في درك النقب .
4ــ الربع الرابع :
 لطائفة الترابين ، ومنهم سلمان
العديسي ، ومحمد بن عجرمة الأسود وأولاده ، وونيس ورفقهم .
والترابين  بألف مكسورة وياء تحتية ساكنة ونون آخر الحروف يختصّون بثمد الحصى ، والفيحاء ووادي العراقيب ، وآبار العلائي نزولا وطرقاً ، وليس لهم مقرّر أصالة ، إلّا الربع من خفارة عقبة أيْلة .
لا يتميّز قسم عن قسم في المبلغ إلّا ما أدعاه عمر بن شاهين استطالة عليهم .
قلت : فرضت هذه القبائل نفوذها وسيطرتها على هذه المنطقة دون بقية قبائل المنطقة لقوّتها وعددها وعدّتها وإلّا فإنّ المنطقة تعجّ بالقبائل التي تتنافس للحصول على منافع المنطقة من درك درب الحاج الذي تدفع الدولة مقابل الحفاظ عليه أعطيات لمشايخ قبائل الدرك ، ومن منافع المنطقة درك طرق التجارة حيث كان لهذه القبائل أعطيات من الأموال وغيرها من دير طور سيناء .
وكان درك المنطقة في الأصل لقبيلة العائد من القاهرة إلى مدينة أيلة ( العقبة ) فانتزعت هذه القبائل هذا الجزء الخطير من قبيلة العائد لتنال بعض مغانم الدرك وقد كان لها ذلك . 
وذكر الجزيري أنّها استولت على الدرك ، وغلبوا عليه ، وكثر فسادهم واشتهر عنادهم ، بعد أن كانوا عربان حمل إمرة الحاج من القاهرة إلى عقبة أيله ، ولم يقدر أمير العايد على دفعهم ، وكفهم عن الركب وتوالت
مفاسدهم بالسرقة والتخطف في هذا الربع الأول ، وأعظم محل فيه ، اخبث محل في الدرب المصري نقب العقبة ، واختلاف طرقه ، وتمكن العربان من الفساد فيه بالأذى والنهب ، فقرر معهم أمير العايد جباية في كل
سنة ، يدفعها لهم نظر خفارتهم للنقب خاصة، وحدُ ذلك من السطح إلى الحمام ، فوافقوه على ذلك وتسلموا منه المبلغ المذكور ، والتزموا بخفارة النقب لصعوبته وعسر سلوكه ، وتمكن المجرمون منهم فيه بالأذى لا يمكنهم في غيره إلا بعسر وتيقظ ، فلما وقع الاتفاق على ذلك برهة طمع العايد في أكثر من الحد المتفق عليه ، وادعوا أنهم إنما دفعوا المبلغ على خفارة الركب من نخل الحمام ، وتنازعوا فيما بينهم ، واختلفوا وتلاشي
بهذا المقتضى أمر الضايع بين نخل والسطح ، فإن أمير الحاج من نخل يلبس أمير العايد تشريفا ويعود بجماعته وخيله منها إلى القاهرة ، ويصير ما بين نخل إلى السطح بغير خفير ولا صاحب درك  سيأتي ذكر ذلك أيضاً في محله .
وتفدينا نصوص الجزيري بما يلي :
1ــ أنّ لكلّ قبيلة حصّة من درك نقب العقبة تعادل خمسين ديناراً لكلّ قبيلة .
2ــ ليس لقبيلتي الرتيمات والترابين أي مقرّر أي أعطيات أخرى لمشايخهم غير حصتهم في الدرك .
3ــ أنّ لقبيلة الوحيدات مقرّر قديم على درك الخان القديم ويسمى الدرك عن هذه أيضا بدرك الباب والضبة : أي باب الخان ، وقدرها اثنان وأربعون ديناراً ونصف دينار ، وتسمى في عرفهم النجيعية ، لأنها قرّرت في زمن نجيعة بن هرماس بن مسعود جدّ شيخهم الذي عاصره الجزيري ، ولم يكن لهم غير هذه الصرّة شيء .
 4ــ قُرّر لشاهين بن حسين بن نجيعة في الدولة المظفرية على يد الأمير المرحوم خاير بك ملك الأمر الأمراء ، نائب السلطنة العثمانية في الديار المصرية في مرتب بطريق الإنعام  ، لا على درك ، وقدره مئتان وخمسون دينارا .
5ــ قُرّر لعمر بن شاهين بن حسين بن نجيعة وأولاده من الأمير محمد جلبي ناظر أموال الديار المصرية خمس مئة دينار إنعاماً أيضاً .
6ــ بلغ ما يتقاضاه الوحيدات من الدرك والمقرّر والإنعام 842,5   ديناراً .
7ــ أنّ المساعيد هم أصحاب درك مُبشر الحاج في العود .
8ــ أنّ لقبيلة المساعيد درك الباب والضبة بخان عقبة أيْلة قديماً سبعة وأربعون ديناراً ونصف دينار ، وهم بهذا يفوقون الوحيدات في هذا الدرك حيث ينال الوحيدات اثنان وأربعون ديناراً ونصف دينار .
9ــ قرّر لمسعود بن دغيم في الأيام المظفرية إنعاماً عليه غير درك ، خمسون ديناراً ، وهذا أقلّ مما ناله شيخ الوحيدات شاهين بن حسين بن نجيعة الذي نال 250 ديناراً .
10ــ بلغ ما يتقاضاه المساعيد 147,5 ديناراً يضاف إليها ما يخصّ درك مبشّر الحاج في العودة الذي لم يذكر الجزيري قيمته .


ويلاحظ من خلال ما قدّمه الجزيري من معلومات أنّ وجود هذه القبائل وفرضها سيطرتها على المنطقة يعود إلى عهد الدولة المملوكية واستمرّ في عهد الدولة العثمانية ، فالجزيري عاصر الشيخ عمر بن شاهين شيخ قبيلة الوحيدات وأدرك والده الشيخ شاهين الذي أدرك الدولة العثمانية ونال في عهدها إنعاماً بلغ 250 دينارا 
ولا ريب أنّ الشيخ شاهين أدرك عهد الدولة المملوكية التي انتهى عهدها عام 923 هــ  فقد ذكر الجزيري أنّه رأى في يد الشيخ شاهين بن حسين بن نجيعة بن هرماس بن مسعود مربعة قديمة من الملوك السالف نبيّن أنّ حدّ الدرك إلى الحمّام وهو بجانب البحر الملح ، وهو المناخ ، وهو المنطقة الممتدة من جانب البحر محل زينة أمير الحاج إلى بويب العقبة وهو البناء الذي على قنة الجبل جنوب القلعة وهو ما عُرف بالبريج . ولكنّ الجزيري بالقطع لم يدرك عهد الشيخ نجيعة بن هرماس بن مسعود ، وهو جدّ أبي الشيخ عمر بن شاهين بن حسين بن نجيعة الذي كان أوّل من أخذ الصُّرة عن درك الباب والضبّة بخان قلعة أيلة ( العقبة ) وهو من رجال القرن التاسع للهجرة ولعلّه عاصر منتصف القرن !
وهذا يدلّ على قدم استيلاء الوحيدات والقبائل الأخرى على منطقة الدرك في العقبة .
ولم يطل العهد بعد الجزيري المتوفّى نحو عام 977 هــ 1569 / 1570 م حتى آل هذا الدرك إلى قبيلة المساعيد ( الأحيوات ) وحدها بل امتدّ دركهم إلى نخل في وسط سيناء .