تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الثلاثاء، 1 يناير 2019

جيش العقبة المصري العثماني لحماية الحجّاج في العقبة في القرن الحادي عشر للهجرة


كانت للدولة العثمانية اهتمامٌ كبيرٌ بدروب الحجّ إلى مكّة المكرّمة ، لهذا خصّصت أموالاً طائلة وجيوشا جرّارة لهذه الغاية ، وكان من أهمّ وأكبر دروب الحاج درب الحاج المصري الذي يمرّ بالعقبة ، وكانت العقبة وجوارها أخطر مواضع درب الحاج المصري ، لهذا خصّصت الدولة العثمانية من خلال ولاتها في مصر جيشاً كبيراً لحماية الحاج في منطقة العقبة وأسمت هذا الجيش جيش العقبة ، وفيما يلي نصّ ما ورد عن هذا الجيش في أواخر القرن الحادي عشر للهجرة : 
في بيان جيش العقبة وخزينة نفقاته :


يُعيّن هنا أيضا ألف رجل من الفرق السبع ، ويُعيّن أحد الكشّاف المعزولين أو أحد رجال المتفرّقة مع ثلاثمائة من جنوده سرداراً للعقبة . فيبلغ عدد هذا الجيش ألفي جندي ولكن دون أن تكون لهم ترقيات . إن عاد سردارهم سالماً بعد القيام بالخدمة المطلوبة منه منح مقابلها " كاشفية " أو " أغوية " ، وأمّا الجنود فيعطون حمل ألف بعير مؤناً وطعاماً وشراباً وألف جمل نجدة للحجّاج . وتكون معهم ستّة مدافع وأورطة من المدفعيّين والمدرّعين وأورطة قوّاد عربات المدافع والذخائر ولوازم الحرب وعشرة قناطير بارود أسود ، ويصرف لهم أيضاً أربعون كيساً مصرياً مع جميع نفقاتهم .
ويغادر جيش العقبة القاهرة بحساب دقيق ، بحيث يكون الحجّاج قد بلغوا قلعة " أزلم " ؛ فهم يبلغون العقبة في الوقت الذي يبلغها فيه الحجّاج قادمين من " أزلم" فيتقابلون فيها . وفي العشرين من شهر محرّم الحرام يدخل ألفا جندي مدجّجين بالسلاح من أحد أبواب قصر الباشا بالقلعة ، فيمرّون أمامه في موكب عظيم ويخرجون من بابه الأخر . ويخلع الباشا على سبعين رجلاً من الرؤساء والأغوات والكتخدوات والجاويشية خلعاً فاخرة داعياً لهم بالتوفيق ، فينزلون من القلعة ويلتحقون بموكبهم الكبير ويجتازون القاهرة بين صفوف المشاهدين ذاهبين إلى العادلية عن طريق باب النصر ويمكثون بالعادلية ثلاثة أيام يتجمع خلالها ستة أو سبعة آلاف تاجر مسلحين يحملون بضائعهم على آلاف الجمال والبغال والحمير ، ويحضرون ما لا يُعدّ ولا يحصى من الطعام والشراب ، كما يرسل أعيان القاهرة خدمهم بأحمال ثلاثة آلاف جمل من ماء النيل هدية لأصدقائهم الحجّاج ، إذ لا يوجد الماء منذ العقبة في صحراء التيه ومنازل " مثاني العجروت " ، وأمّا سلع التجار فالشعير والفول والسكر والعسل والسمن ثم الجمال الخالية . ويأمر الباشا الوزير في هذا الوقت بإرسال جميع الجمال المستخدمة بالقاهرة لحمل الأثقال والحجارة إلى العقبة " أ . هــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق