من بين الشعوب والأقوام القديمة التي نزلت في أيلة ( العقبة ) ونواحيها واستوطنتها قوم ثمود ، وهم أصحاب الحجر الذين أرسل الله تعالى إليهم نبيّه صالح . ويقال أنّهم كانوا من سكّان بلاد اليمن قبل استقرارهم في شمال غرب جزيرة العرب في قسمٍ من بلاد نجد في الحجر خاصة وفي قسم من بلاد الحجاز ، وكان الذي أخرجهم هو الملك اليمني حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .
قال وهب بن منبّه ( ت 114 هــ ) في ذكر حمير بن سبأ : " سار حتى نزل بمكة فآتاه قبائل من اليمن من بني هود يشكون إليه ثمود بن عابر بن إرم وما نزل بهم منه من الخسف والظلم .... فرجع حمير إلى اليمن وأخرج ثموداً من اليمن فأنزلهم أيلة من أرض الحجاز فعمروها من أيلة إلى ذات الإصاد إلى أطراف جبل نجد وذات الإصاد نهر من أنهار الحجاز وهو يجري في صفا أملس يرده الحافر ولا يرده الخف تزلق فيه فقطعت فيه ثمود الصخر لطرق الإبل لمراعيها ونحتوا في جباله البيوت سترة من حر الشمس في الحجاز . قال الله تعالى : ( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ) ، وقال : ( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ) " أ . هــ
وقال المقريزي : " قيل : إنّ حمير الأكبر واسمه العرنجج بن سبأ الأكبر واسمه عامر ويعرف بعبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، لما ملك بعد أبيه جمع جيوشه، وسار .... فجاءه قبائل من أهل اليمن من بني هود بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، يشكون من ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح ، وما نزل بهم من ظلمهم ، فأمر برفعهم من أرض اليمن ، وأنزلهم أيلة فعمروها من أيلة إلى ذات الإصاد إلى أطراف جبل نجد ، فقطعت ثمود هناك الصخور ، ونحتوا من الجبال البيوت ، وتكبروا وطغوا ، فبعث الله فيهم صالحاً نبياً ورسولاً ، فكذبوه وسألوه ، أن يخرج لهم ناقة من صخرة ، فأخرجها لهم ، فعقروها ، فأهلكهم الله بالصيحة ، ( فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارهمْ جَاثِمِينَ ) " أ . هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق