كان الحاج أسعد بن محمود النابلسي المتوفّى رحمه الله تعالى أحد أعلام العقبة ورجالاتها ، كما كان من رموز الحركة الإسلامية فيها ، ومن مآثره أنّه كان من العناصر التي ساهمت بنقل السلاح والذخيرة لحركة فتح الفلسطينية حين عملها ضدّ إسرائيل في نهاية الستّينيّات من القرن الماضي ، وفي ذلك الحين كان الأردن قيادةً وجيشاً وشعباً يقف إلى جانب الحركات الفدائية في عمليّاتها ضدّ كيان إسرائيل ، ومن بين المواقف الأردنية كان موقف أهالي العقبة ورجالاتها في إمداد الحركات الفلسطينية بالسلاح الذي تمّ شراؤه من سيناء حيث كان السلاح متوفّراً بكثرة على إثر إنسحاب الجيش المصري وتركه لسلاحه في سيناء بعد الهزيمة الفادحة عام 1967 م ، فقام البدو بجمع الأسلحة وإخفائها عن اليهود ، ولكون الداخل المصري كان مغلقاً تماماً بسبب وجود القوّات الإسرائيلية على طول قناة السويس قاموا بتهريبه إلى الأردن عبر منطقة شمال المُرشّش ( إيلات ) عبر دروب يعرفونها ، فكان أن خرجت القوافل متتابعة لإخراج السلاح وبيعه في الأردن ، وكان قسمٌ من هذا السلام يتمّ شراؤه لصالح الحركات الفدائية .
عمل الحاج أسعد النابلسي مع غيره من رجال الإخوان المسلمين على شراء كميّات من السلاح لصالح حركة فتح ، وكان الحاج أسعد النابلسي قد انضمّ إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين في العقبة في عهدٍ مبكّرٍ عند تأسيس فرع الجماعة في العقبة ، وكان الإخوان المسلمون قد أسّسوا داراً لفرعهم في العقبة عام 1951 م .
قال الأستاذ غسّان محمد دوعر في ذكر المجاهد سليم محمد سليمان المومني أبو معن : " ... التحق مع قوات جيش الإنقاذ ، ثمّ مع المجاهدين ضدّ القوّات البريطانية في فلسطين . بعدها استقر في مدينة العقبة ، وقام بتأسيس مشغل لصيانة الآليات ، وبقي في العقبة حتى نهاية الخمسينات . وخلال وجوده في العقبة التحق بجماعة الإخوان المسلمين " ، وقال : " قام سنة 1951 بتأسيس دار الإخوان في مدينة العقبة " أ . هــ ، وكان له دور في عمليّة نقل السلاح من العقبة إلى معسكر الأزرق . قال الأستاذ غسّان محمد دوعر : " .... إن الحاج أسعد النابلسي وهو من كوادر الإخوان المسلمين في مدينة العقبة الأردنية يتحدث عن مسؤولية عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن أحمد الخطيب في استلام وتخزين الأسلحة الثقيلة وذخائرها ، والتي كان الحاج أسعد يتولى شراءها ونقلها من العقبة إلى عمان .
ويكشف الحاج أسعد أيضا أن أحد إخوان الأردن ويدعى أبو معن ( سليم المومني ) كان مشرفا على استلام السلاح والذخيرة في معسكر الأزرق ، وأن محمود حسن خليل ( أبو خليل ) من قادة إخوان مصر شاركه مع الحاج نصرت البيطار في شراء إحدى صفقات السلاح عن طريق العقبة " أ . هــ
وقال : " ويؤكد أسعد النابلسي، وهو أحد قيادات الإخوان الأردنيين، بأن الإخوان المسلمين في مدينة العقبة الأردنية كان لهم دور رئيسي في إمداد حركة فتح بالأسلحة ، وبأنهم أي الإخوان ، كانوا يعملون لوجه الله تعالى بدون مقابل . ويضيف النابلسي أن ذلك كان بعلم محمد عبد الرحمن خليفة ، المراقب العام للإخوان المسلمين ، والأخوين أبو صفوان وأبو بشير ( سعد الدين الزميلي ) .
ويشرح القيادي الإخواني دوره في هذا المجال ، فيقول :
كنت مكلفا من الإخوان بالخروج إلى الجبال أنتظر تجار السلاح ، أحتمي بالله ثم بسلاحي ، ولم يكن يرافقني أحد في هذه المهمة حتى لا ينتشر الخبر ، وكان مصدر السلاح بدو سيناء . وقد استعنت في بعض المرات بسيارات لاندروفر [ Land Rover ] عسكرية ، إذ كنت أدفع لهم لتوصيل السلاح إلى عمان 350 دينارا . ولم أسمع أنهم أفشوا سرا ، إذ كنت أتخذ الاحتياطات بنقل السلاح إلى أماكن لها أكثر من باب ، بحيث يتم إنزال السلاح من سيارات اللاندروفر ثم تقوم سيارة أخرى للجماعة بنقله إلى مكان آخر ، قبل تسليمه وتوزيعه على الفدائيين " أ . هــ
ويشرح القيادي الإخواني دوره في هذا المجال ، فيقول :
كنت مكلفا من الإخوان بالخروج إلى الجبال أنتظر تجار السلاح ، أحتمي بالله ثم بسلاحي ، ولم يكن يرافقني أحد في هذه المهمة حتى لا ينتشر الخبر ، وكان مصدر السلاح بدو سيناء . وقد استعنت في بعض المرات بسيارات لاندروفر [ Land Rover ] عسكرية ، إذ كنت أدفع لهم لتوصيل السلاح إلى عمان 350 دينارا . ولم أسمع أنهم أفشوا سرا ، إذ كنت أتخذ الاحتياطات بنقل السلاح إلى أماكن لها أكثر من باب ، بحيث يتم إنزال السلاح من سيارات اللاندروفر ثم تقوم سيارة أخرى للجماعة بنقله إلى مكان آخر ، قبل تسليمه وتوزيعه على الفدائيين " أ . هــ
هذا شيء يسير عن دور الحاج أسعد النابلسي الوطني في ذلك العهد . أمّا بعد ذلك فقد كان من رموز الحركة الإسلامية ودعاتها في العقبة ، وظلّ على نهجه هذا إلى أن توفّاه الله تعالى نهار الجمعة 14 / 8 / 2015 م الموافق 28/ 10 / 1436 هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق