تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

التخطيط البريطاني للعقبة منذ عام 1921 م : الضمّ لإمارة شرقيّ الأردن وقناة البحرين وعقد مواصلات



لم يكن حرص بريطانيا وعملها على فصل العقبة عن ولاية الحجاز حبّاً في إمارة شرقيّ الأردن بل هو تخطيطٌ بعيد المدى لحفظ مصالحها ، فقد أدركت بريطانيا أنّه مهما طال وجودها في مصر فإنّه إلى زوال ، فكانت تخشى تأثير الثورة المصرية على وضع قناة السويس ، وهو ما حصل بالفعل بعد نحو 22 عاماً  في 26 / 7 / 1956 م ، لهذا كانت بريطانيا دائمة التخطيط لبدائل لأيّ أحداث متوقّعة فقد كان لديها استشراف بعيد المدى لوقائع التاريخ . لهذا سعت إلى ضمّ منطقة العقبة إلى إمارة شرقيّ الأردن وفصله عن مملكة الحجاز ليكون مركزاً لمخطّطاتها وعقدةً لمواصلاتها البحرية والبريّة في المنطقة منذ عام 1921 م إلى أن تحقّق هذا عام 1925 م . 
جاء في أخبار عام 1353 هــ 1934 م .


إنشاء ترعة بين غزة والعقبة ... 
طارئ مفاجئ ولكنه كان بالحسبان

... نبأ انحدر من فم قائد فرنسوي كبير .... قال : " إنَّ العقبة لن تُضمّ الى الحجاز وأنَّ بريطانيا اعتزمت إنشاء ترعة بين غزة والعقبة كالقناة التي تفصل بين بور سعيد والسويس " . 
والذي نعلمه من حوادث سنة 921 أي قبل ثلاث عشرة سنة أنَّ بريطانيا أخذت تمهّد للاستيلاء على العقبة لربطها بحيفا بخطّ حديدي يمرّ من بيسان فجوار البحر الميّت فخليج العقبة رغبة منها في أن يكون اتّصال ( سوقي ؟ ) بكراتشي عن طريق غير طريق قناة السويس إذ كانت قضيّة بريطانيا ومصر في حالة غليان ، وكانت بريطانيا تخشى أن تنتهي الحركة المصرية الثائرة إلى التأثير على مركز قناة السويس ، فراحت تتلمّس طريقاً أخرى تصل ما بين إنجلترا والبلدان المرتبطة بها في الشرقين الأقصى والأوسط ، وتكون هذه الطريق الجديدة أقلَّ بُعداً وأيسر أكلافاً من طريق قناة السويس . وقد رمت بريطانيا إلى فتح طريق برّيّة مركزها الرئيسي العقبة . ثمّ يمتدّ منها خطّ حديدي يجتاز الجوف إلى البصرة فكراتشي فالشواطئ الهندية ، ويدّعي أنّ مسافة هذه الطريق أقصر من تلك ، ولمّا كانت التجارة تتطلّب السرعة وقلّة النفقات فقد رنت إلى العقبة لتجعلها مركز اتّصال لطريقين إحداهما برّية والأخرى بحريّة ، ونذكر أنّ مساعي لورنس الذي نزل عمّان سنة 921 كانت تتّجه إلى تحقيق هذه الفكرة بإقناع المرحوم الملك حسين بواسطة نجله سموّ الأمير عبد الله أن يتخلّى عن العقبة لشرق الأردن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق