تقع جزيرة قريّة المُسمّاة في زماننا هذا جزيرة فرعون على نحو 12 كم جنوب غرب قلعة أيلة ، وتبعد نحو 250 متراً عن ساحل خليج العقبة الغربي ، ويبلغ طولها نحو 300 متر ، ولا يزيد عرضها في أقصى اتّساع له عن 150 متراً ، وكان لموقع هذه الجزيرة دورٌ خطيرٌ جدّاً في عهد الحروب الصليبيّة لهذا قاد الملك بلدوين الأوّل ملك مملكة القدس الصليبيّة حملةً عسكريّة لاحتلالها فتمّ له ذلك عام 511 هــ 1116 م فنجح بهذا في قطع التواصل البرّي بين الديار المصرية وبلاد الشام وبلاد الحجاز ، وبعد 55 عاماً استطاع السلطان صلاح الدين الأيّوبي تحريرها عام 566 هــ 1170 م ، وكرّر الصليبيّون محاولات احتلالها من جديد بلا جدوى ، فقد كانت الحامية الأيّوبية في المنطقة ومن خلفها الجيش الأيّوبي لهم بالمرصاد . ولهذا ولما تتمتّع به الجزيرة من موقعٍ خطيرٍ وتحصينٍ منيع بوجود قلعة حصينة ، وإحاطة البحر بها من جميع جهاتها رأي سلاطين الأيّوبيّين ثمّ المماليك أن يكون والي مدينة أيلة مستقرّاً في الجزيرة التي لا يسهل اجتياحها كمدينة أيلة .
وقد ظلّ والي مدينة أيلة مستقرّاً في قلعة الجزيرة إلى أن زال الخطر الصليبيّ تماماً عام 690 هــ حيث استطاع السلطان المنصور بن قلاوون فتح عكّا في السابع عشر من جُمادَى الأولى عام 690 هــ الموافق لشهر أيار عام 1291 م ، وكان هذا الفتح هو الضربة القاضية التي أنزلها بالصليبيين في بلاد الشام ، فلم يعد لهم وجود البتّة .
وقد عاصر الملك المؤيّد عماد الدين أبو الفداء هو إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب ( 672 ــ 732 هــ ) ملك حماة هذا الفتح العظيم ، وكان عمره إذ ذاك 18 عاماً ، وقد ذكر أبو الفداء أيلة وذكر إعادة الوالي من قلعة الجزيرة إلى المدينة فقال : " أيلة كانت مدينة صغيرة ، وكان بها زرع بسير ، وهي مدينة اليهود الذين جعل منهم القردة والخنازير ، وهي على ساحل البحر ، وعليها طريق حجّاج مصر ، وهي في زماننا برج و به والٍ من مصر ، وليس بها مزدرع ، وكان لها قليعة في البحر فأبطلت ، ونقل الوالي إلى البرج في الساحل " أ . هــ .
وقد عاصر الملك المؤيّد عماد الدين أبو الفداء هو إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب ( 672 ــ 732 هــ ) ملك حماة هذا الفتح العظيم ، وكان عمره إذ ذاك 18 عاماً ، وقد ذكر أبو الفداء أيلة وذكر إعادة الوالي من قلعة الجزيرة إلى المدينة فقال : " أيلة كانت مدينة صغيرة ، وكان بها زرع بسير ، وهي مدينة اليهود الذين جعل منهم القردة والخنازير ، وهي على ساحل البحر ، وعليها طريق حجّاج مصر ، وهي في زماننا برج و به والٍ من مصر ، وليس بها مزدرع ، وكان لها قليعة في البحر فأبطلت ، ونقل الوالي إلى البرج في الساحل " أ . هــ .
ونقله البروسوي في كتابه الذي أنهاه عام 980 هــ ، وكذلك نقله المُحبّي ( ت 1111 هــ ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق