تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الجمعة، 8 يونيو 2018

بناء خان وأبراج ومستودعات ورصيف بحري في أيلة ( العقبة ) خلال عامي 914 / 915 هــ


من إصلاحات آخر سلاطين المماليك الملك الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردي الغوري في مدينة أيلة بناء قلعة أيلة وبناء رصيف ، وكان مهندس هذه الإصلاحات خاير بيك المعمار الذي أمره السلطان بالمباشرة في ذلك فخرج من مصر لهذه الغاية في الشهر الرابع من عام 914 هــ وهو شهر ربيع الثاني ، وظلّ يقوم بأعماله بقيّة عام 914 هــ ، ومدّتها تسعة أشهر ، ومكث حتى الشهر السابع وهو شهر رجب من العام التالي وهو عام 915 هــ أي أنّه مكث في هذه المهمّة نحو عامٍ وأربعة أشهر حيث عاد بعد إتمام مهمّته في الشهر السابع من عام 915 هــ ، وكان من أبرز ما قام به إنشاء خان العقبة وبناء بعض البروج والحواصل أي المستودعات لودائع وأمانات الحجّاج ، كما عمّر رصيفاً على البحر ، ونظّم عمليّة إقامة الجنود الأتراك في القلعة حيث يتمّ بقاؤهم في الخدمة هناك لمدّة عامٍ كامل ، ثمّ يعودون ليجيء جنودٌ غيرهم فيحلّوا محلّهم في القلعة . 
ففي شهر ربيع الآخر عام 914 هــ رسم السلطان قانصوه الغوري لخاير بيك المعمار بأن يتوجّه إلى عقبة أيلة ويأخذ معه جماعة من البنّائين والمهندسين ، وقد شرع السلطان في بناء خان بالعقبة والبروج وفساقي برسم ملاقاة الحجاج وعمّر رصيفاً على البحر عند العقبة ورسم بإصلاح العراقيب التي بالعقبة وكانت تتضرّر منها الحجّاج ، فقيل أصلح ذلك وجاء من أحسن المباني في ذلك المكان .

وفي شهر رمضان أرسل خاير بيك المعمار الذي توجّه إلى عقبة أيلة بسبب عمارة الأبراج التي أنشاها هناك والخان والحواصل وإصلاح طريق العقبة ، فارسل للسلطان حجارة زعم أنّ داخلها معدن النحاس الأصفر وانّه وجد تلك الأحجار في وادٍ بالقرب من العقبة ، فرسم السلطان بسبك تلك الأحجار فظهر منها بعض شيء من النحاس لا يساوي تعبه فرجع عن ذلك .

وفي شهر محرّم من عام 915 هــ رجع الحجّاج وأخبروا بما فعله السلطان من وجوه الخير من العمارة بالعقبة ، وقد أنشأ هناك خاناً وفيه عدّة حواصل برسم الودائع ، وأبراجاً ، وجعل بها جماعة من الأتراك قاطنين هناك يقيمون بها سنة ثمّ يعودون إلى مصر ، ويتوجّه جماعة غيرهم إلى هناك ، وأصلح طريق العقبة وقطع الأماكن الصعبة التي كانت بها العراقيب ، وأنشأ برجاً بعجرود وبرجاً بنخل ، واصلح عدّة مناهل بطريق مكّة وبنى هناك أشياء كثيرة من هذا النمط وحصل بها غاية النفع ، وأنشأ بالأزنم برجاً ايضاً ، وجعل به جماعة من المماليك يقيمون به ، وكلّما مضت سنة يحضرون ، ثمّ يتوجّه غيرهم .

وفي شهر رجب عاد خاير بيك المعمار من بناء الخان والأبراج التي أنشأها السلطان بالعقبة 
  

وفي شهر صفر عام 921 هــ حضر الأمير خاير بيك المعمار ، وكان توجّه إلى العقبة بسبب إصلاح العراقيب التي بطريق العقبة لأجل خوند وابن السلطان قبل مجيئهم من العقبة .

قلت : كانت هذه الإصلاحات قبل عودة خوند زوجة السلطان قانصوه من الحجّ هي وابن السلطان ، وكانت قد حجّت في عام 920 هــ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق