تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الجمعة، 29 يونيو 2018

وفد الدولة العليّة العثمانية في قضيّة حدود منطقة العقبة عام 1906 م


في أواخر عام 1905 م بدأت شرارة النزاع بين الدولة العثمانية ومصر بشأن الحدود بين الطرفين من العقبة إلى رفح ، وتطوّر الأمر إلى نزاع كاد يؤدّي إلى حرب بين الدولة العثمانيّة والإنجليز الذين يحكمون مصر ، غير أنّه تمّ تدارك الأمر ، وتمّ حلّ النزاع ووضع حدّ رسمي ابتدأ من جوار طابا على ساحل خليج العقبة في سيناء إلى رفح على ساحل البحر الأبيض المتوسّط ، وقد أوفي الموضوع بالدراسة والتحقيق خلال القرن الماضي والقرن الحالي ، وحينما اتّفق الجانبان العثماني والمصري على إجراء المفاوضات وتشكيل لجنة مشتركة لوضع نقاط الحدود انتدب العثمانيّون فريقاً كبيراً بقيادة قومندان العقبة أمير اللواء رشدي باشا ، وكان الفريق العثماني مصرّاً على أن تكون منطقة طابا وجوارها جزءاً من منطقة العقبة ، وكذلك وادي العربة وجواره .

وقد سعى الإنجليز لإلحاق هذه المناطق بحدود ، ففي عام 1905 م تمّ تعيين الكولونيل براملي Bramly مفتّشاً عامّاً لسيناء ، وفي شهر يناير عام 1906 م أصدرت الحكومة المصرية أوامرها إلى براملي بوضع خفر بوليس في نقب العقبة لمراقبة الحدود غير أنّه لم يجد الماء الكافي فسار إلى منطقة المرشّش ، وكان برفقته خمسة جنود من أبناء عقيل من أهالي قلعة نخل وفي نيته إقامة معسكر للجنود طبقاً للأوامر التي تلقّاها من سردار مصر ( حاكم مصر العام ) وذكر أنّ المناطق الممتدّة من خليج العقبة حتى البحر الأبيض تابعة لمصر ، وهي المرشّش وأمّ البيبان وغضيان ونقب العِقفي وكُنْتِلِّة الجرافي والقصيّمة وعجرود وخان يونس ن فأصدر حقّي باشا مشير الجيش الخامس الهمايوني الذي تتبعه منطقة العقبة أوامره إلى قائد العقبة صدقي افندي لكي لا يسمح ببناء أيّة منشأة على الإطلاق ن وقد أرسل العثمانيّون الملازم نوري أفندي مع عدد من الجنود العثمانيّين إلى براملي لإجلائه عن المكان الذي أقام فيه معسكره ليلاً في المرشّش ، وقد صدر الأمر أيضاً إلى نوري أفندي من قبل البكباشي صدقي أفندي بعدم السماح بإقامة أيّة منشأة ، وبهذه الصورة تمكّن قومندان العقبة رشدي باشا من إبطال تحرّكات براملي تماماً ومنع إنشاء أي مركز حراسة ( مركز ضبطيّة ) ، وذكر رشدي باشا قومندان العقبة أنّ أوامر الباشا رئيس الكتّاب ( بمثابة وزير الخارجية حالياً ) المستندة على الفرمان السلطاني قد صدرت بسرعة إنشاء مركز حراسة في المكان الذي كان براملي يريد إنشاءه فيه ، وبالبقاء في العقبة بالجنود الموجودة فيها بالإضافة إلى العساكر التي صدر الأمر بإرسالها من سوريا ومن الحجاز ، وكان براملي حينذاك في خيمته التي أقامها في المرشّش وكان جنود حرس الحدود ( الجندرمة ) الذين برفقته في خيمة أخرى فتقابل معه رشدي باشا وقال له إنّ المنطقة التي يقيم فيها منطقة تتبع لإدارة الحكومة السنية مباشرة ولن يسمح له بإنشاء مركز الحراسة الذي أراده .
وكان براملي قد طلب من السويس تزويده بسفينة محمّلة بالعساكر ولوازم إنشاء مركز الحراسة والعمّال .
وفي الساعة الثامن من صباح اليوم التالي من مقابلة براملي مع رشدي باشا جمع خيامه وتحرّك صوب السويس .
وبعد تحرّك براملي إلى السويس ذهب رشدي باشا إلى المرشّش واختار مكاناً ليكون موقعاً لمركز الحراسة ( قراقول ) وقد تمّ بناء المركز في مدّة خمسة أيّام ، وأرسلت المعلومات بذلك إلى الجيش الخامس الهمايوني ، وبعد إنشاء المركز بمساعدة العساكر الشاهانية والأهالي وُجد أنّ مصاريف البناء تكلّفت الفاً وخمسمائة قرش فقط ، دفعها رشدي باشا من ماله الخاص ، ثمّ استردّها من الجيش الهمايوني بعد اتّخاذ الإجراءات اللازمة . 
ويعني بناء مركز الحراسة في المرشّش في نظر رشدي باشا انّ وادي عربة اصبح تابعاً للحكومة السنية ، ويؤكّد أنّ هذه الأحداث اصابت براملي بصدمة شديدة ، لأنّه كان يعقد آمالاً كبيرة على وادي عربة .
وكان الشيخ سليمان الخليفي والشيخ مسمح الكبيش قد زارا رشدي باشا وافادا بأنّهما لا يرغبان قطعيّاً في أن يكونا تابعين للإدارة المصرية ، ويرتاحان لتبعيتهما للحكومة السنية ، وأرسلا يخبران القاطنين معهم بذلك ، وتمّ التنبيه على العربان الطائعين بأن يدافعوا عن الأماكن التي يقطنونها .  
وكان المنطقة محلّ النزاع في وادي العربة من ديار قبيلة الأحيوات التي رفض شيوخها ومنهم الشيخ سليمان الخليفي والشيخ مسمح الكبيش الدعوى الإنجليزية المصرية بأنّها تتبع لمصر .
وأكّد قومندان العقبة رشدي باشا في كتابه على أن ما يدعيه براملي من أن أراضي مصر تمتد حتى وادي عربة ، لا أساس له من الصحّة ويقرّر أن قسما من قبيلة اللحيوات يعيش بجوار غضيان في وادي عربة ، كان يتلقى عوائد الصرّة المخصّصة لتأمين سلامة المحمل من مصر ، عندما كانت العقبة تحت الإدارة المصرية ، وبعد أن أخذت الحكومة السنية العقبة ، لم يقطع المصريون هذه العوائد . وكان يستفيد منها مشايخ العريان القاطنين في هذه النواحي ، أمثال الشيخ مسمح والشيخ سليمان خليفي . وللقضاء على دعوى ہراملي في وادي عربة قامت الدولة العليّة بصرف النقود لمشايخ العربان في هذه المنطقة بدلاً من مصر ، كما أهدتهم سيوفاً تذكاريّة لتأليف قلوبهم " أ . هــ  
وكان نعوم بك شقير عضو اللجنة المصرية قد قال أثناء المناقشات ( أن نصف خليج العقبة ونصف وادي عربة تابع لمصر ، بدليل أنَّ مصر تدفع عوائد الصرّة كلّ عام إلى الشيخ مسمح والشيخ سليمان خليفي القاطنين في غضيان ) .
وقد توصّل الجانبان إلى الإتّفاق على خدّ الحدود بينهما التي أصبحت حدود مصر الدولية إلى يومنا هذا . وقط ظلّت منطقة العقبة ووادي العربة تتبع للدولة العثمانية وإدارتها في العقبة .

لقد شارك العثمانيّون بوفدٍ كبيرٍ جدّاً ناهز عدده المائة فرد في قضيّة تحديد الحدود في منطقة العقبة إلى رفح ، وفيما يلي أسماء الضباط والموظفون العثمانيّون الذين كانوا في العقبة أثناء قيام النزاع بين الدولة العثمانية ومصر الواقعة تحت الاحتلال الإنجليزي ، ومنهم قسمٌ كبير أرسل إلى العقبة في بداية النزاع ، ثمّ عاصروا فترة النزاع ، ثمّ أسندت إليهم  مهمّة تمثيل الدولة العلية العثمانيّة بالاشتراك مع الوفد المصري في تحديد الخط الفاصل من الحدود بين العقبة وطابا في سيناء :
ولهؤلاء الضبّاط والموظّفون رتب بأسماء عثمانية لا بدّ من بيانها قبل عرض الأسماء وهي :
1ــ يوزباشي : نقيب .
2ــ بيكباشي : مقدّم .
3ــ أميرلاي : عميد .
4ــ أمير اللواء : لواء .
أمّا الضبّاط والموظّفون فهم :
1 ــ قومندان العقبة أمير اللواء رشدي باشا .
2 ــ الأميرلاي أركان حرب مظفّر بك .
3 ــ البكباشي فهمي بك .
4 ــ قول أغاسي اسعد افندي .
5 ــ قومندان المركز البكباشي محمود أفندي .
6 ــ رئيس الشؤون الصحيّة قول أغاسي عارف افندي .
7 ــ رئيس المهمّات العسكرية قول أغاسي فؤاد بك .
8 ــ قومندان البطّارية اليوزباشي محمد علي أفندي .
9 ــ قومندان فرقة البغّالة من الفرسان الملازم راضي أفندي .
10 ــ قومندان الجاندرمة ( بوليس الحدود ) الملازم وهبي أفندي .
11 ــ البكباشي محمود أفندي من الطابور 2 من الفيلق 62 من فرقة الحجاز العسكرية .
12 ــ قول أغاسي أحمد أفندي من الطابور 2 من الفيلق 62 من فرقة الحجاز العسكرية .
ويضمّ الطابور الثاني :
1 ــ البلوك رقم ( 1 ) وبه :
13 ــ اليوزباشي محمد أغا .
14 ــ الملازم أول كمال أفندي .
15 ــ الملازم ثاني مصطفى أفندي .
16 ــ الملازم ثاني سليمان أفندي .
2 ــ البلوك رقم ( 2 ) ، وبه :
17 ــ الملازم أول محمد أمين أفندي .
18 ــ الملازم ثاني عبد الرحمن أفندي .
19 ــ الملازم ثاني محمد أفندي .
3 ــ البلوك رقم ( 3 ) وبه :
20 ــ اليوزباشي سليمان أغا .
21 ــ الملازم أول عثمان أفندي .
22 ــ الملازم ثاني راسم أفندي .
23 ــ الملازم ثاني شكري أفندي .
4 ــ البلوك رقم ( 4 ) وبه :
24 ــ اليوزباشي أحمد آغا .
25 ــ الملازم أول عثمان أفندي .
26 ــ الملازم ثاني كامل أفندي .
27 ــ الملازم ثاني عصمت أفندي .
28 ــ كاتب الطابور حسن أفندي .
29 ــ المعاون بیجان أفندي .
30 ــ صانع البنادق ومصلحها ( تفنكجي ) الأوسطه عمر .
31 ــ البكباشي صدقي أفندي من الطابور 4 في الفيلق 62 في فرقة الحجاز العسكرية ، ويضم طابوره :
البلوك رقم ( 1 ) وبه :
32 ــ اليوزباشي إبراهيم أفندي .
33 ــ الملازم أول محمد آغا .
34 ــ الملازم ثاني نوري أفندي .
35 ــ كاتب الطابور صدقي أفندي .
36 ــ المعاون رحمي أفندي .
البلوك رقم ( 4 ) وبه :
37 ــ اليوزباشي أمان أفندي .
38 ــ الملازم أول جميل أفندي .
39 ــ الملازم ثاني أحمد أفندي .
40 ــ الملازم ثاني بلال أفندي .
41 ــ إمام الطابور يمني أفندي .
بلوكات العساكر الجديدة الموجودة في طابور صدقي أفندي وتضمّ :

البلوك رقم ( 1 ) وبه :
42 ــ اليوزباشي فكري أفندي .
البلوك رقم ( 2 ) وبه :
43 ــ الملازم ثاني زكي أفندي .
44 ــ البكباشي الرديف من القوات غير النظامية مصطفى افندي من الطابور 46 في الفيلق الخاص بالجيش الرابع ، ويضم طابوره .
45 ــ قول أغاسي محمد حسني أفندي من الطابور 46 في الفيلق الخاص بالجيش الرابع .
1 ــ البلوك رقم ( 1 ) وبه :
46 ــ اليوزباشي على أفندي .
47 ــ الملازم أول شكري أفندي .
48 ــ الملازم ثاني أحمد فيضي أفندي .
2 ــ البلوك رقم ( 2 ) وبه :
49 ــ اليوزباشي بكر أفندي .
50 ــ الملازم أول قاسم أفندي .
51 ــ الملازم ثاني خالد أفندي .
3 ــ البلوك رقم ( 3 ) وبه :
52 ــ اليوزباشي مصطفى أفندي .
53 ــ ملازم أول مصطفى وصفي أفندي .
54 ــ ملازم ثاني محمد خلوصي أفندي .
4ــ البلوك رقم ( 4 ) وبه :
55 ــ اليوزباشي عبد الله أفندي .
56 ــ الملازم أول عبد الله أفندي .
57 ــ الملازم ثاني أحمد حلمي أفندي .
58 ــ كاتب الطابور إسماعيل حقي أفندي .
59 ــ بكباشي الرديف في ( ماردین ) مصطفى أفندي من الطابور 2 في الفيلق 57 الخاص بالجيش
الرابع ، ويضم طابوره :
60 ــ قول أغاسي رائف أفندي من الطابور 2 في الفيلق 57 الخاص بالجيش الرابع .
1 ــ البلوك رقم ( 1 ) ، وبه :
61 ــ اليوزباشي إبراهيم أفندي .
62 ــ الملازم أول نسيم بك .
63 ــ الملازم ثاني رشدي أفندي .
2 ــ البلوك رقم ( 2 ) وبه :
64 ــ اليوزباشي مصطفى أفندي .
65 ــ الملازم ثاني يعقوب أفندي .
3 ــ البلوك رقم ( 3 ) وبه :
66 ــ الملازم ثاني حسن أفندي .
4 ــ البلوك رقم ( 4 ) وبه :
67 ــ اليوزباشي درویش علي أفندي .
68 ــ الملازم أول حمدي أفندي .
69 ــ الملازم ثاني محمد أمين أفندي .
70 ــ كاتب الطابور محمد أفندي .
بلوکات النشانجي من الطابور 9 من الجيش الخامس ، وتضم :
1 ــ البلوك رقم ( 3 ) وبه :
71 ــ اليوزباشي محمد علي أغا .
72 ــ الملازم أول أحمد أفندي .
73 ــ الملازم ثاني سعيد أفندي .
74 ــ الملازم ثاني راضي أفندي .
2 ــ البلوك رقم ( 4 ) وبه :
75 ــ اليوزباشي شكري بك .
76 ــ الملازم ثاني إبراهیم خلیل أفندي . 
77 ــ الملازم ثاني محمد علي أفندي .
البلوك الأول من المدفعية المتحركة بالفيلق 25 في الجيش الخامس . ويضم :
78 ــ اليوزباشي محمد علي أفندي . 
79 ــ الملازم أول أحمد أفندي .
80 ــ الملازم ثاني غالب أفندي .
81 ــ الملازم ثاني حسن أفندي .
82 ــ البكباشي طبيب بيطري علي رضا أفندي . 
83 ــ اليوزباشي عاصم أفندي . 
84 ــ مصلح المدافع عمر أفندي . 
85 ــ النجار مصطفى أفندي .
86 ــ الحدّاد صابر أفندي .
هيئة الشئون الصحية ، وتضم الطابور رقم ( 3 ) من الفيلق 62 وبه :
87 ــ قول أغاسي عارف أفندي .
الطابور رقم ( 4 ) المدني ، وبه :
88 ــ طاهر أفندي .
89 ــ اليوزباشي محمود أفندي .
90 ــ خالد أفندي .
الأطباء ومنهم :
91 ــ توفيق أفندي .
92 ــ سعيد أفندي .
93 ــ شاكر أفندي .
94 ــ محمد خالد أفندي .
الجراحون ومنهم :
95 ــ توفيق أفندي .
96 ــ توفيق أفندي .
وموظفو التلغراف وهم :
97 ــ الجاويش حسام الدين .
98 ــ الجاويش عبد الله .
99 ــ الجاويش جعفر .
هذا بالإضافة إلى قوّة عسكرية عثمانية كانت تستقرّ في العقبة مؤلّفة من :
1 ــ 170 جندياً من الطابور الرابع للألاي ( الفيلق ) الثاني والستّين .
2 ــ فرقتين نظاميّتين .
3 ــ 40 جندياً من الطابور التاسع للجيش الخامس الهمايوني .
4 ــ 15 فارساً من الطابور التاسع النشانجي للجيش الخامس الهمايوني .
وقد قُدرت القوّات العثمانية في العقبة بنحو 2000 رجل ن فيما قدّرهم رشدي باشا قومندان العقبة  بنحو 3000 جندي .
كلّ هذا ذكره بالتفصيل الدكتور احمد فؤاد تولّي في كتابه عن القضيّة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق