تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الأربعاء، 20 يونيو 2018

قطيع من كلاب البحر في العقبة عام 1876 م


كان خليج العقبة غنيّاً بتنوّع أحيائه البحرية وما ظهور الحوت الأزرق في مياه العقبة مؤخّراً إلّا احد الأدلّة على هذا التنوع المميّز ، وإن كانت حركة السفن قد أثّرت سلباً على تواجد هذه الأنواع في مياه العقبة قرب المدينة . فقبل نحو 142 عاماً شاهدّ الرحّالة الإنجليزي بلنت قطيعاً من كلاب البحر في مياه العقبة ، وكلاب البحر أنواعٌ عديدة منها سمكة كلب البحر الشوكي وهي نوع من أسماك القرش يتراوح طولها 60 ــ 120 سم فلعلّ ما شاهده الرحّالة هو هذا النوع ، وقد تعرّض الرحّالة لهجوم كلب البحر بشكلٍ مفاجئ إلّا أنّه استطاع النجاة بأعجوبة ، وكان كلب البحر ضخم الحجم بلغ طوله نحو 10 اقدام أي نحو ثلاثة أمتار . 
قال بلنت : " .... لمّا غادرنا القاهرة في ربيع سنة 1876 زرنا حدود بلاد العرب أول مرة ، وكان السياح الأوروبيون يومئذ يذهبون من مصر إلى سوريا بطريق الصحراء أكثر ما يفعلون الآن ، ومن ثم عدنا إلى الجمال وحياة الخيام والبدو الذين حرسونا من السويس وعبرنا القناة وقمنا بسباحة طويلة في شبه جزيرة سيناء إلى العقبة ومن هذه الى القدس . ولما كنّا غرباء عن البلاد التي اجتزناها ولم تكن لنا معرفة باللغة العربية ولم يكن معنا مترجم وقعت لنا حوادث خطرة تسرنا الآن ذكراها وإن لم تسرنا يوم حدوثها . منها حادثة أحسب أنها تستحق الذكر وهي حادثة غريبة تتلخص في أننا كنا نسير على شاطئ خليج العقبة المحلى في بعض مواضعه بصخور المرجان فوقفنا نفحص ما هنالك من الألوان المختلفة بين أرجواني وذهبي و قرمزي ونعجب بها هي والأسماك الصغيرة التي لا تحصى والتي تسكن تلك الصخور . فينا كنت واقفا على حافة البحر ممسكا بندقيتي التي لم تكن تفارقني رأيت اضطرابا عظيما في الماء على كثب مني . وقبل أن أدرك سبب هذا الاضطراب رأيت كلب بحر هائل يترك زملاءه ويأتي علي غرّة مني إلى حيث وقفت فصار علي بضع ياردات مني قبل أن أدرك أي نوع من السمك هو أو أفطن إلى أني أنا المقصود بهجومه . ولم أكد أتمكن من رفع بندقيتي حتى انقلب علي جنبه كدأب هذا النوع من السمك وأخرج نصفه من الماء لينقض علي . وكان قد صار قريباً مني فقتله الطلق الذي سددته نحوه ولم تبق حاجة لطلق آخر يجهز عليه . ثم استطعنا بمساعدة جرارة أن نسحبه إلى الشاطئ، وكان طوله يبلغ عشرة أقدام تقريبا . ولا شك عندي في أنه كان يجرني من الصخرة الى البحر لو أني تهاونت في شأنه " أ . هــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق