ذكر المقدسي فيما كتبه بعد عام 375 هــ في ذكر أيلة أنّها من مدن كورة صغر وهي كورة الشراة إحدى كور إقليم بلاد الشام ، وذكر أنّها من مدن الأغوار العامرة الجليلة وعليها طريق حجّاج الغرب كلّهم يعني من الديار المصرية وبلاد المغرب العربي وفيما يلي نصوص هذا العالم الجليل :
قال المقدسي ( ت حوالي 380 هــ ) في ذكر اقسام المملكة الإسلامية : " .... فالأقاليم أربعة عشر ستّة عربيّة جزيرة العرب ، ثم العراق ثم اقور ، ثم الشام ، ثم مصر ، ثم المغرب وثمانية عجميّة المشرق ، ثم الديلم ، ثم الرحاب ، ثم الجبال ، ثم خوزستان ، ثم فارس ، ثم كرمان ، ثم السند، ولا بدّ لكلّ إقليم من كور ، ثم لكلّ كورة من قصبة ، ثم لكلّ قصبة من مدن إلّا الجزيرة والمشرق والمغرب " ، وقال في ذكر كورة صغر : " ولصغر : ويلة ، عينونا ، مدين ، تبوك ، أذرح ، مآب ، معان " .
وقال : " ويلة وهي طريق حجّاج الغرب كلّها " .
وقال في ذكر إقليم الشام : " قسمنا هذا الإقليم ستّ كور أوّلها من قبل اقور قنّسرين ثم حمص ثم دمشق ثم الأردنّ ثم فلسطين ثم الشّراة " .
وقال في ذكر مدن كورة صغر: " .... وأذرح مدينة متطرّفة حجازيّة شاميّة وعندهم بردة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده وهو مكتوب في أديم .
ويلة مدينة على طرف شعبة بحر الصين عامرة جليلة ذات نخيل وأسماك فرضة فلسطين وخزانة الحجاز ، والعامُّ يسمّونها أيلة ، وأيلة قد خربت على قرب منها ، وهي التي قال الله تعالى
ويلة مدينة على طرف شعبة بحر الصين عامرة جليلة ذات نخيل وأسماك فرضة فلسطين وخزانة الحجاز ، والعامُّ يسمّونها أيلة ، وأيلة قد خربت على قرب منها ، وهي التي قال الله تعالى
( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ )
ومدين على تخوم الحجاز في الحقيقة لأنَّ جزيرة العرب كلّما دار عليه البحر .
مدين في هذه الخطّة وثمّ الحجر الّذي رفعه موسى عليه السلام حين سقى غنم شعيب والماء بها غزير ، وأرطالهم ورسومهم شاميّة .
وفي ويلة تنازع بين الشاميّين والحجازيين والمصريّين كما في عبّادان ، وإضافتها الى الشام أصوب لأنَّ رسومهم وأرطالهم شاميّة ، وهي فرضة فلسطين ومنها يقع جلّابهم " .
وقال في ذكر إقليم الشام : " ووضع هذا الإقليم ظريف ، هو أربعة صفوف فالصفّ الأوّل يلي بحر الروم وهو السهل " ، ثمّ ذكر هذه الصفوف وقال : " الصفّ الثالث الاغوار ذات قرى وأنهار ونخيل ومزارع ونيل يقع فيه من البلدان ويلة وتبوك وصغر واريحاء وبيسان وطبريّة وبانياس " أ . هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق