تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الجمعة، 11 مايو 2018

أيلة ( العقبة ) عام 1148 هــ في رحلة المنالي الزبادي


من الرحّالة المغاربة الذين دوّنوا رحلاتهم المفصّلة إلى بلاد الحرمين الشيخ عبد المجيد بن علي المنالي الزبادي الحسني الإدريسي الفاسي أحد علماء المالكيّة في بلاد المغرب فقد خرج من بلاده إلى مكّة المكرّم لأداء مناسك الحجّ ، وبعد وصوله إلى القاهرة خرج منها في 26 شوّال عام 1148 هــ  ليصل إلى مكّة في 26 ذي الحجّة ، وقد تحدّث في رحلته عن محطّات درب الحاج المصري ومن بينها مدينة العقبة ن وقد وصف الدرب بين سطح العقبة والعقبة بالخطورة رغم تمهيد طريقها ، ووصف حال الأمن فيها والخوف الشديد من الأعراب سكّان المنطقة ، ووصف قلعتها بأنّها حصنٌ حصينٌ ، وذكر وفرة مياهها وكثرة آبارها وعذوبة مائها وكثرة نخيلها ، وذكر قدوم التجّار الغزيّين بتجاراتهم من الفواكه والنعم ، فيما يحضر الأعراب بالسمن والعسل والنعم في سوق كبيرة يشهدها حجّاج بيت الله الحرام ، وفيما يلي نصّ ما دوّنه المنالي الزبادي :

قال : " .... وفي وقت العشاء نزلنا سطح العقبة وبتنا العقبة :
ثم ارتحلنا ــ من سطح العقبة ــ قرب الفجر ، فلما بين الصبح أنبخت الركاب حين وصول أولها إلى أول العقاب ، فصلى الناس الصبح ، وجعلت الإبل تسلك فيها شيئا فشيئا على مهل وكثرة وجل ، ومنذ صليت الصبح ترجلت ، وأتيت عند طلوع الشمس إلى المرقبة ، وشرعت نزول العقبة ، فصليت الظهر ، حتى وصلت إلى البحر ، بعدما جلست في الطريق مرتين ، جلستين طويلتين ، وأتيت الدار قبل العصر فصليت هنالك العصر والمغرب والعشاء ، وحينئذ وصلت جمالنا ، فانظر ما أصعب هذه العقبة ، وكيف لا وهي عقبة أيلة التي قديماً قيل فيها :
بطريق أبلة أجبل وعقاب ..... لا يرتجي فيها النجاة عقاب
فكأنما الماشي عليها مذنب ..... وكأنما تلك العقاب عقاب
وقد قيل فيها أو في مثلها :
سلكنا عقابا في طريق كأنها ..... صياصي ديوك أو أكفّ عقاب
وما ذاك إلا أنَّ ذنبي أحاط بي ..... فكان عقابي في سلوك عقاب
على أنها اليوم قد نُحتت وسُوّيت ، وحافتها المحفوفة ببناء متقن قد بنيت ، ومع ذلك لا تسلك إلا برهبة ، ومع صعوبتها فيها الخوف الشديد من الأعراب أن يقعدوا على المضيق فما يقدر أحد على الذهاب أو الإياب فلذلك ترى الجند والعسکر یبكرون فيتقدمون إلى مضایقها فيعسکرون وقد سلمنا ولله الحمد من أعرابها ... وبتنا ليلتنا عند بندر العقبة ، وهو حصن حصين في قرية على شاطئ البحر في فسح جبل ، وبها آبار كثيرة ، مياهها عذبة غزيرة ، وفيها أيضا نخيل كثيرة ، وتقام فيها سوق كبيرة ؛ يحضرها أهل غزة بأنواع الفواكه والنعم ، والأعراب بالسمن والعسل والنعم ، أقمنا هنالك الغد وليلته جمعاء ، وبعد الغد إلى الزوال ) .
ظهر الحمار ــ حفاير النخل :
وعند الزوال يكون الارتحال فارتحلنا من هنالك ــ بندر العقبة ــ في أضيق المسالك ، بين البحر والجبل ، لا يمرُّ فيه إلا جملٌ إثر جمل ........ " أ . هــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق