تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

السبت، 7 أبريل 2018

أبناء أيلة ( العقبة ) يضبطون أمن المدينة المنوّرة في القرن الأوّل للهجرة



في عام 54 هــ ولّى الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان مروان بن الحكم المدينة المنوّرة للمرّة الثانية ، وكان ولاة المدينة هم الذين يختارون القُضاة ويولّونهم ، فلمّا وُلّي مروان بن الحكم في المرّة الثانية ، استعمل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف على شرطه وولّاه قضاءه بالمدينة . فلم يستطع ضبط المدينة رغم أنّه كان شديدًا على المُريب صليبا في ولايته ، فقال لوالي المدينة مروان بن الحكم وكان سلطان مروان قد ضعف
: إنّي لا أضبط المدينة بحرس المدينة ، فابغني رجالاً من غيرها ، فأعانه بمائتي رجل من أهل أيلة ، فضبطها ضبطاً شديداً ، واستدعى الناس وأخذهم بالشدّة ، وكانوا قبل ذلك يقتل بعضهم بعضاً ، وحبس كلّ من وجده يخرج بالليل ، فقال عبيد الله بن قيس الرقيات بن شريح بن مالك بن ربيعة بن أهيب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي في مصعب بن عبد الرحمن :



علّل القوم يشربـــــــــوا
كي يلذّوا ويطرـــــــــبوا
إنما ضلّل الفـــــــــــــؤا
د عزال مُرَبّــــــــــــــبُ
فرشته على النمــــــــا
رق سعدى وزينــــــبُ 
حال دون الـهوى ودو
ن سرى الليل مصعبُ 
وسياطٌ على اكــــــفٍّ
رجالٍ تُقلّــــــــــــــــبُ

فلما أشتد مصعب على الناس ، ومنعهم من إغارة بعضهم على بعض ، وضربهم ، شكوه إلى مروان ، فكاد أن يعزله ، فشاور المسوّر بن مخرمة وقال له : ما ترى فيما يصنع مصعب ؟ فقال المسور :

ليس بهذا من سياق عـتـــب
تمشي القطوف وينام الرّكب

فأقرّه حتى مات معاوية عام 60 هــ .

وظلّ الأيليّون يضبطون المدينة وكانوا من أبرز رجال شرطتها .
ومن أخبارهم عام 85 هــ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدٍ القَارِّيُّ لِسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ حِيْنَ قَامَتِ البَيْعَةُ لِلْوَلِيْدِ وَسُلَيْمَانَ بِالمَدِيْنَةِ : إِنِّي مُشِيْرٌ عَلَيْكَ بِخِصَالٍ . قَالَ : مَا هُنَّ ؟ قَالَ : تَعْتَزِلُ مَقَامَكَ فَإِنَّكَ تَقُوْمُ حَيْثُ يَرَاكَ هِشَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ قَالَ : مَا كُنْتُ لأُغَيِّرَ مَقَاماً قُمْتُهُ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً قَالَ تَخْرُجُ مُعْتَمِراً . قَالَ مَا كُنْتُ لأُنْفِقَ مَالِي وَأُجْهِدَ بَدَنِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ لِي فِيْهِ نِيَّةٌ . قَالَ فَمَا الثَّالِثَةُ ؟ قَالَ : تُبَايِعُ قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ اللهُ أَعْمَى قَلْبَكَ كَمَا أَعْمَى بَصَرَكَ فَمَا عَلَيَّ ؟ قَالَ ــ وَكَانَ أَعْمَى ــ قَالَ رَجَاءٌ : فَدَعَاهُ هِشَامُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ إِلَى البَيْعَةِ فَأَبَى فَكَتَبَ فِيْهِ إِلَى عَبْدِ المَلِكِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ مَالَكَ وَلِسَعِيْدٍ وَمَا كَانَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْءٌ نَكْرَهُهُ ، فَأَمَّا إِذْ فَعَلْتَ فَاضْرِبْهُ ثَلاَثِيْنَ سَوْطاً ، وَأَلْبِسْهُ تُبَّانَ شَعْرٍ ، وَأَوْقِفْهُ لِلنَّاسِ ، لِئَلاَّ يَقْتَدِيَ بِهِ النَّاسُ ، فَدَعَاهُ هِشَامٌ ، فَأَبَى وَقَالَ :  لاَ أُبَايِعُ لاثْنَيْنِ . فَأَلْبَسَهُ تُبَّانَ شَعْرٍ وَضَرَبَه ثَلاَثِيْنَ سَوْطاً ، وَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ . فَحَدَّثَنِي الأَيْلِيُّوْنَ الَّذِيْنَ كَانُوا فِي الشُّرَطِ بِالمَدِيْنَةِ ، قَالُوا : عَلِمْنَا أَنَّهُ لاَ يَلْبَسُ التُّبَّانَ طَائِعاً ، قُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّهُ القَتْلُ ، فَاسْتُرْ عَوْرَتَكَ . قَالَ : فَلَبِسَهُ فَلَمَّا ضُرِبَ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّا خَدَعْنَاهُ . قَالَ يَا مُعَجِّلَةَ أَهْلِ أَيْلَةَ لَوْلاَ أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ القَتْلُ مَا لَبِسْتُهُ .

ومن أبرز رجال الشرطة الأيليّين المحدّث العالم : عقيل بن خالد بن عقيل الأيلي أبو خالد الأُمَوِي ، مولى عثمان بْن عفان . قال الماجشون : كان عقيل شرطيا عندنا بالمدينة ومات بمصر سنة إحدى وأربعين ومئة .

وقال أبو الوليد: قال لي الماجشون : كان عقيل جلوازاً .
يعني شرطيّاً .
وقيل : كان والي أيلة .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق