من بين الأمم والشعوب التي استوطنت مدينة أيلة ( العقبة ) قديماً أمّة تدعى الكوكة وقد توسّعوا في ملكهم في الحجاز جنوباً ، وبلاد الشام والديار المصرية شمالاً وغرباً ، وكلن لهم أربعة ملوك قسّموا المملكة فيما بينهم وجعل كلّ ملكٍ منهم لملكه عاصمة سمّاها باسمه ، وكانوا منظّمين في ترتيب ممالكهم ، وكانوا يدينون بعبادة الأصنام فكانت ممالكهم ممالك دينيّة جاهليّة كافرة .
انفرد بذكرهم علي بن الحسين المسعودي الهُذَلِيّ أبو الحسن ( ت 346 هــ ) في كتابه أخبار الزمان ومن أباده الحدثان الذي لم يُعثر إلّا على قسمٍ منه ، ومن حسن الحظّ أنّ المقريزي ( ت 845 هــ ) نقل نصّ المسعودي عن أمّة الكوكة من أهل أيلة ( العقبة ) فقال : أنّ الكوكة وهي أمّة في غابر الدهر من أهل أيلة ملكوا لهم أربعة ملوك ، ملكوا أرض أيلة والحجاز ، وبنى كلّ واحدٍ منهم مدينة سماها باسمه ، وجعلوا سائر الأرض خيمات ، وقسموها على ثلاثين كورة ، وأربعة أقسام ، لكل قسم عمل ، وبنوا في كلّ عمل ، مدينة بها ملك يجلس على منبر من ذهب ، وله بربا ، وهي بيت الحكمة ، وله هيكل على اسم كوكب فيه أصنام من ذهب كلّ صنم له مرتبة ، وجعلوا الإسكندرية واسمها رقودة ، خمس عشرة كورة ، وجعلوا فيها كبار الكهنة ، ونصبوا في هياكلها من أصنام الذهب أكثر مما نصبوا في غيرها ، فكان ما بها مائتا صنم من ذهب ، وقسموا الصعيد ثمانين كورة على أربعة أقسام ، وكان عدد مدن أهل مصر الداخلة في كورها ، ثلاثين فيها جميع العجائب ، والكور مثل : أخميم وقفط وقوص والفيوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق