كانت أيلة في القرن الرابع للهجرة مدينة للعلم والعلماء يلتقون فيها من مختلف بلاد المسلمين ، ومن بين العلماء الذين التقوا فيها وأخذوا العلم عن بعضهم البعض فيها بعض علماء الأندلس .
ومن بين علماء الأندلس الأجلاءّ في القرن الثالث عالمان اقترن كلّ منهما بالآخر فعُرفا بالصاحبان . ذكرهما غير واحد من أهل العلم ومنهم الإمام الذهبي فقال : " الصاحبان الحافظان أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي الطليطلي المعروف بابن ميمون ، ورفيقه ونظيره أبو إسحاق بن شنظير : سمع ابن ميمون بطليطلة من عبد الله بن أمية وخلق ، وبقرطبة مع صاحبه أبي إسحاق من أبي جعفر بن عون الله وأبي عبد الله بن مفرج وعباس بن أصبغ وأبي محمد بن عبد المؤمن ، وارتحلا إلى المشرق فحجا وسمعا من أبي بكر المهندس وأبي عدي عبد العزيز بن علي ابن المقرئ وأبي بكر الأدفوي وخلائق ، ثم رجع ابن ميمون إلى بلده ورحل الناس إليه ؛ قال ابن مظاهر : كان من أهل العلم والفهم حافظًا للفقه راوية للحديث دقيق الذهن في جميع العلوم ذا أخلاق وآداب مع الفضل والزهد الفائق والورع مقبلا على طريق الآخرة لم يتأهل ، قلما يجوز عليه في كتبه مع كثرتها وهم ولا خطأ ، كانت كتبه وكتب صاحبه أصح كتب بطليطلة ، مات في شعبان سنة أربعمائة وصلى عليه صاحبه ، عاش سبعًا وأربعين سنة .
قلت : التقى هذا العالمان بعالمٍ أندلسي في أيلة فأخذا عنه ، وهو : " أحمد بن عبد الله بن محمد بن بكر بن المنتصر بن بكر العامري الأندلسي : نزل دمشق ، يكنى : أبا بكر .
حدث عن أبي الحسن علي بن محمد الجلاء ، وعن أحمد بن عطاء الروذباري ، وأبي تراب علي بن محمد النحوي ، وغيرهم .
لقيه الصاحبان في رحلتهما بأيلة ، وسمعا منه في نحو الثمانين والثلاث مائة " أ . هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق