تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الجمعة، 27 أبريل 2018

من قبائل منطقة أيلة ( العقبة ) في القرن الثامن للهجرة



كانت أيلة ونواحيها منطقة استقطاب لكثير من القبائل العربية على مرّ القرون للاستفادة من التجارة والرحلات ودرك الحاج ونقله ، وكانت المنطقة منطقة نفوذ للقبائل الحجازية والمصرية والشامية ، وفي القرن الثامن كانت منطقة أيلة تخضع لنفوذ قبائل جذام القحطانية ، وهي ديارهم منذ العهد الجاهلي .
وفي ذكر أحوال المنطقة من الناحية القبلية حتى آخر القرن الثامن حيث كان من آخر من دونه في كتابه يعود لعام 796 هــ قال ابن خلدون ( ت 808 هــ ) : " وبنواحي مصر من جهة القبلة إلى عقبة أيلة أحياء جذام جمهورهم من العائد ، وعليهم درك السابلة بتلك الناحية ، ولهم على ذلك الاقطاع والعوائد من السلطان .  ويليهم من جهة الشرق بالكرك ونواحيها أحياء بنى عقبة من جذام أيضا ، ورحالة ناجعة تنتهي رحلتهم إلى المدينة النبوية ، وعليهم درك السابلة فيما يليهم ، وفيما وراء عقبة أيلة إلى القلزم قبائل من قضاعة ، ومن القلزم إلى الينبع قبائل من جهينة " أ . هــ

قلت : القلزم تصحيف الأزلم ، وهناك تنتهي ديار بني عقبة . 

وقال ابن خلدون في ذكر جذام : " وبقيتهم اليوم في مواطنهم الأولى في شعبين من شعوبهم يعرف أحدهما بنو عائد وهم ما بين بلبيس من أعمال مصر إلى عقبة أيلة إلى الكرك من ناحية فلسطين ، وتعرف الثانية بنو عقبة ، وهم من الكرك إلى الازلم من برية الحجاز ، وضمان السابلة ما بين مصر والمدينة النبوية إلى حدود غزة من الشأم عليهم " أ . هــ


قلت : المنطقة من بلبيس إلى غزّة والكرك وعقبة أيلة للعائد ، ومن العقبة إلى الأزلم في بلاد الحجاز لبني عقبة  ، وفي العقبة ملتقى ديار ونفوذ كل من قبيلتي العايد وبني عقبة وكلاهما من جذام ، وقد آلت المنطقة ودرك الحاج فيها إلى قبيلتين من قبائل منطقة العقبة ، فقد حلّت قبيلة الأحيوات محلّ قبيلة العائد في جزء كبير من درك درب الحاج إلى العقبة الخاص بقبيلة العائد ، وحلّت قبيلة العمران محلّ قبيلة بني عقبة في جزء كبير من درك درب الحاج الخاص ببني عقبة ابتداءً من العقبة بامتداد إلى الجنوب .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق