من بين ملوك مصر ملك اسمه فليمون بن أتريب بن قبطيم بن مصريم ، عمّر عمراً ، وبقى دهراً ، وأتاه الموت فما استطاع له دفعاً ، وصار الملك بعده إلى ابنه قرسون بن فليمون ؛ وجلس على سرير الملك ، ودخل إليه عظماء أهل البلد والخاص والعام فهنئوه بالملك، فتقدّم في أمر الهياكل والكهنة وطلب الحكمة ؛ وكان حدثاً جميلاً ، وبلغ ملكا من ملوك حمير أن ملك مصر صار إلى غلامٍ حدثٍ غرٍّ فطمع فيه وسار إليه في جموع عظيمة .
فخرج قرسون نحوه فالتقوا بأيلة واقتتلوا قتالا شديدا حتى تفانّى الفريقان ، فأتت ساحرة من أعلم السحرة بمنف إلى الملك فقالت : ما تجعل لي إن أعنتك على عدوّك حتى تفضّ جموعه وتظفر به ؟ قال حكمك ؛ فأخذت عليه بذلك العهود والمواثيق ، وأصبحوا للحرب فدخّنت الساحرة بدخن عجيبة وأظهرت تخاييل هائلة ، فهرب الحميرىّ في نفر يسير من ثقاته ، وقتل بقية أصحابه ، وحاز جميع ما كان في خزائنهم ، وعاد الملك إلى منف بالظفر والغنيمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق