من بين علماء البلدانيات في القرن الحادي عشر للهجرة ابن بهرام الدمشقي ( ت 1102 هــ ) وله نصوص عديدة عن العقبة وفيما يلي نصّ ما قاله عنها :
قال في ذكر بيان بلاد تهامة الحجاز ومواضعها وحدودها أنّ منها : أيلة ، العقبة ، وقال : " فمن جملة بقاع ذلك الإقليم ونواحيه المذكورة : .... ووادي أيلة " أ . هــ
وقال : " ودور هذا الإقليم هي مسافة ستّة أشهر ونصف الشهر . ومثال لتفصيل ذلك : أنّ أيلة التي تعدّ حدّاً ، وهي مكان على شاطئ بحر السويس ، قرب الطور ، وقلعتها الآن تابعة لمصر ، فمنها إلى الموضع الذي يُسمّى مدين ويسمّى الآن مغاير شعيب منزلان .... " أ . هــ
وقال في ذكر المسافة بين جبال الشراة وأيلة : " .... وإلى جبل الشراة ثلاثة منازل ، وإلى أيلة ثلاثة منازل ... " أ . هــ
وقال : " وعمل السلطان الغوري مآثر وخيرات في عقبة أيلة في طريق الحجّ الشريف ..... " أ . هــ
وقال : " ودور هذا الإقليم هي مسافة ستّة أشهر ونصف الشهر . ومثال لتفصيل ذلك : أنّ أيلة التي تعدّ حدّاً ، وهي مكان على شاطئ بحر السويس ، قرب الطور ، وقلعتها الآن تابعة لمصر ، فمنها إلى الموضع الذي يُسمّى مدين ويسمّى الآن مغاير شعيب منزلان .... " أ . هــ
وقال في ذكر المسافة بين جبال الشراة وأيلة : " .... وإلى جبل الشراة ثلاثة منازل ، وإلى أيلة ثلاثة منازل ... " أ . هــ
وقال : " وعمل السلطان الغوري مآثر وخيرات في عقبة أيلة في طريق الحجّ الشريف ..... " أ . هــ
وقال : " حدود تهامة الحجاز : في الجنوب اليمن ومن بيش ، وتمتدّ حدودها حتى تصل إلى أيلة ... " أ . هــ
وقال : " وأيلة مدينة قديمة على ساحل بحر السويس وهي حدود بادية الشام والحجاز ومصر ، وهي بداية الحجاز . وطريق حجّاج مصر يصعد إليها ، وهي المقصودة بالقرية في الآية الكريمة واسألهم عن القرية ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ) ، وفي أيلة يوجد برج ، وبها حاكم من قبل والي مصر ، وبالقرب منها المكان الذي غرق فيه فرعون ، وعندها يتلاقى الحجّاج القادمون من مصر وغزّة والقدس ، وكانت مدينة جليلة في عهد داود عليه السلام ، وتبعد عن القدس بمسافة ستّة منازل ، وعن دمشق باثني عشر منزلاً ، وعن السويس خمسة منازل ، وبها بعض الزروع . ولقد ذكرها الله تعالى أيضاً في القرآن الكريم في الآية ( حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ) ، وكان أهل أيلة يهوداً ، ونهاهم الله تعالى عن صيد السمك في يوم السبت ، وحرمه عليهم . وكان السمك يكثر في البحر في يوم السبت بدرجة كبيرة ، حتى إن الماء لا يرى منه. ثم وسوس لهم الشيطان ، وأضلهم بأن قال لهم : " لقد نهيتم عن الصيد في يوم السبت ، ولكن اصنعوا حياضاً على أطراف البحر ، ثم سوقوا إليها الأسماك التي تأتي في يوم السبت ، فتبقى محصورة فيها، فتصيدونها يوم الأحد " ، وبهذه الوسيلة استطاعوا صيد كميات كبيرة من الأسماك، وما زاد على حاجتهم ملحوه ، ثم باعوه. وكان أهل أيلة هؤلاء يهوداً كثيرين لا يحصيهم العدد ، فافترقوا إلى ثلاث فرق : ثلث انتهى بنواهي الله ، والتزم أمره ، وثلث قالوا : ( لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ ) ، وثلث اقترفوا الخطيئة ، واتبعوا أوامر الشيطان . ويسمى الثلثان الأول والثاني : منهيين أو ناهين، وأما الذين باشروا الخطيئة ، فقالوا : " إننا لا يمكن أن نسكن معكم في مكان واحد ، فلا تجاورونا " ، وبعد هذا ، قسموا مدينة أيلة إلى بابين ، باب للمنهيين وباب للناهين . ونهضت فرقتا المنهيين والناهين ذات صباح ، فلم يجدوا أحداً من الفرقة التي ارتكبت الخطيئة . فاعتقدوا أنهم أسرفوا في الخمر ، فغلبهم السكر فناموا ، وأخذوا يصعدون فوق جدار منازلهم ليعلموا أمرهم ، فنظروا في داخلها فوجدوهم قد تحولوا جميعا إلى قردة . وبعد ثلاثة أيام حل بهم موت مفاجئ ، وهلكوا جميعا .
والطور : حيث كلم موسى عليه السلام ربه . بينه وبين أيلة مسيرة ليلة . وفي غزوة تبوك ، جاء صاحب أيلة ، وصالح الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقبل بدفع الجزية ، وأهداه بغلة بيضاء .
وكانت اليهود المقيمون في هذا المكان منذ قديم الزمان ، يقولون : إن لدينا رداء ( برد ) الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه بعث به إليهم أماناً لهم . وكان قد لف في صُرة ، وأبرزوا منه قدر شبر خارج الصُرة ، ويظهرونه للناس للزيارة والتبرك .
وقرب أيلة تقع العقبة ، وهي وعرة صعبة المسلك ، عسيرة في الصعود ؛ فلا يصعد إليها الفارس إلا في نهار كامل ، فيرتقي إلى تل مرتفع مشهور . وكان قد أصلح طريقها ومهدها ، فائق ؛ أحد موالي خمارويه بن أحمد بن طولون ، وبعده ، أصلح هذه الطريق أيضا السلطان الغوري . أحد ملوك الشراكسة . وذلك في أواخر عمره . وبعد ذلك ، بدأ والي مصر في العهد العثماني داود باشا ، في سنة خمس وأربعين وتسعمئة ، في إصلاح الطريق وتوسيعها ، وأصبح قطع تلك العقبة والنزول إلى أسفلها يستغرق سبع ساعات . وبدأت القوافل من القدس ، والكرك تجتمع في العقبة ، ويجلبون إليها أنواع الفواكه والمأكولات والأغنام . وسكان هذه الناحية هم عرب من الحويطات. ويبدأ الحجاج بالنزول من العقبة ، ويسيرون بين صعود وهبوط ، وفي أثناء ذلك يصلون مكاناً ، ترابه أحمر ، يسمونه الدار الحمراء . ومن هناك يصعدون مسافة بعيدة في طريق مرتفع ذي حجارة ، ثم يعودون للهبوط ، ويمرون ثانية بمضيق يسمونه الحلزون ، ثم يبدؤون في الصعود ثانية إلى المرتقى ، في مسافة طويلة أيضاً ، حتى يصلوا إلى موضع ذي حجارة حمراء . بعد ذلك ، يستريح الناس قليلاً، وبعدها يستأنفون اجتياز العقبة ثانية ، ويجتازون أودية كبيرة ، صعوداً وهبوطاً ، ثم يبدو البحر ظاهراً أمامهم . ثم يصعدون جبلاً أسود ، ويهبطون منه إلى الفضاء ، حيث ساحل البحر . وهذا آخر مسالك العقبة الضيقة ، ويسلكها بهم العربان . بعد ذلك تأخذ القافلة طريقها ، ويكون البحر على يمينها ، حتى تنزل في أسفل القلعة . وهناك يستريحون مدة ثلاثة أيام " أ . هــ
وقال في ذكر مواضع درب الحاج من مصر إلى العقبة فالحجاز : " ... وبالقرب منها يقع الموضع المسمى عراقيب البغلة ، ثمّ إلى راس الركب ، وهو قريب من المحلّ المُسمّى الجفارات ، ثمّ إلى سطح العقبة ، أي عقبة أيلة . وكانت في القديم بلدة عظيمة ، وهي اليوم خربة . وبالقرب منها ، على مسافة ميل ، توجد بئر مبنية بالحجر ، ماؤها عذب ، وبها نخيل ، وتسكنها طائفة من عربان الحويطات . وهذا المنزل ، يعد الربع الأول من الطريق . والمياه في هذا الربع عذبة بالجملة ، وكثيرة . ثم يسير الركب مع ساحل البحر ، وعلى الجانب الأيسر يوجد جبل الطور ، وهو طويل مستمر عدة أميال ، وفي آخره منحدران ومضيق ، وحفر ( آبار ) ذات مياه عذبة . ومن هناك يكون الصعود إلى ظهر الحمار ، وهو مرتقى ذو حجارة وصخور ، ومنه إلى الجرفين ، ومنه إلى شرفة بني عطية ، وهو كثير الحطب ، ومنه إلى المطلّات ، مكانٌ بين جبلين ، وفيه توجد محارس بني لام ، ومنه إلى مغاير شعيب ، وفي آبارها توجد مياه عذبة ، ويكثر فيها النخيل ، وأشجار الأثل والمقل ، وتوجد بها ألواح صخرية مكتوبة ، نُقشت عليها أسماء الملوك ، تشبه تلك الموجودة في البرية قرب مياه النيل ، وبعد ذلك يصل الركب إلى قبر الطواشي ... " أ . هــ
وقال : " وأيلة مدينة قديمة على ساحل بحر السويس وهي حدود بادية الشام والحجاز ومصر ، وهي بداية الحجاز . وطريق حجّاج مصر يصعد إليها ، وهي المقصودة بالقرية في الآية الكريمة واسألهم عن القرية ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ) ، وفي أيلة يوجد برج ، وبها حاكم من قبل والي مصر ، وبالقرب منها المكان الذي غرق فيه فرعون ، وعندها يتلاقى الحجّاج القادمون من مصر وغزّة والقدس ، وكانت مدينة جليلة في عهد داود عليه السلام ، وتبعد عن القدس بمسافة ستّة منازل ، وعن دمشق باثني عشر منزلاً ، وعن السويس خمسة منازل ، وبها بعض الزروع . ولقد ذكرها الله تعالى أيضاً في القرآن الكريم في الآية ( حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ) ، وكان أهل أيلة يهوداً ، ونهاهم الله تعالى عن صيد السمك في يوم السبت ، وحرمه عليهم . وكان السمك يكثر في البحر في يوم السبت بدرجة كبيرة ، حتى إن الماء لا يرى منه. ثم وسوس لهم الشيطان ، وأضلهم بأن قال لهم : " لقد نهيتم عن الصيد في يوم السبت ، ولكن اصنعوا حياضاً على أطراف البحر ، ثم سوقوا إليها الأسماك التي تأتي في يوم السبت ، فتبقى محصورة فيها، فتصيدونها يوم الأحد " ، وبهذه الوسيلة استطاعوا صيد كميات كبيرة من الأسماك، وما زاد على حاجتهم ملحوه ، ثم باعوه. وكان أهل أيلة هؤلاء يهوداً كثيرين لا يحصيهم العدد ، فافترقوا إلى ثلاث فرق : ثلث انتهى بنواهي الله ، والتزم أمره ، وثلث قالوا : ( لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ ) ، وثلث اقترفوا الخطيئة ، واتبعوا أوامر الشيطان . ويسمى الثلثان الأول والثاني : منهيين أو ناهين، وأما الذين باشروا الخطيئة ، فقالوا : " إننا لا يمكن أن نسكن معكم في مكان واحد ، فلا تجاورونا " ، وبعد هذا ، قسموا مدينة أيلة إلى بابين ، باب للمنهيين وباب للناهين . ونهضت فرقتا المنهيين والناهين ذات صباح ، فلم يجدوا أحداً من الفرقة التي ارتكبت الخطيئة . فاعتقدوا أنهم أسرفوا في الخمر ، فغلبهم السكر فناموا ، وأخذوا يصعدون فوق جدار منازلهم ليعلموا أمرهم ، فنظروا في داخلها فوجدوهم قد تحولوا جميعا إلى قردة . وبعد ثلاثة أيام حل بهم موت مفاجئ ، وهلكوا جميعا .
والطور : حيث كلم موسى عليه السلام ربه . بينه وبين أيلة مسيرة ليلة . وفي غزوة تبوك ، جاء صاحب أيلة ، وصالح الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقبل بدفع الجزية ، وأهداه بغلة بيضاء .
وكانت اليهود المقيمون في هذا المكان منذ قديم الزمان ، يقولون : إن لدينا رداء ( برد ) الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه بعث به إليهم أماناً لهم . وكان قد لف في صُرة ، وأبرزوا منه قدر شبر خارج الصُرة ، ويظهرونه للناس للزيارة والتبرك .
وقرب أيلة تقع العقبة ، وهي وعرة صعبة المسلك ، عسيرة في الصعود ؛ فلا يصعد إليها الفارس إلا في نهار كامل ، فيرتقي إلى تل مرتفع مشهور . وكان قد أصلح طريقها ومهدها ، فائق ؛ أحد موالي خمارويه بن أحمد بن طولون ، وبعده ، أصلح هذه الطريق أيضا السلطان الغوري . أحد ملوك الشراكسة . وذلك في أواخر عمره . وبعد ذلك ، بدأ والي مصر في العهد العثماني داود باشا ، في سنة خمس وأربعين وتسعمئة ، في إصلاح الطريق وتوسيعها ، وأصبح قطع تلك العقبة والنزول إلى أسفلها يستغرق سبع ساعات . وبدأت القوافل من القدس ، والكرك تجتمع في العقبة ، ويجلبون إليها أنواع الفواكه والمأكولات والأغنام . وسكان هذه الناحية هم عرب من الحويطات. ويبدأ الحجاج بالنزول من العقبة ، ويسيرون بين صعود وهبوط ، وفي أثناء ذلك يصلون مكاناً ، ترابه أحمر ، يسمونه الدار الحمراء . ومن هناك يصعدون مسافة بعيدة في طريق مرتفع ذي حجارة ، ثم يعودون للهبوط ، ويمرون ثانية بمضيق يسمونه الحلزون ، ثم يبدؤون في الصعود ثانية إلى المرتقى ، في مسافة طويلة أيضاً ، حتى يصلوا إلى موضع ذي حجارة حمراء . بعد ذلك ، يستريح الناس قليلاً، وبعدها يستأنفون اجتياز العقبة ثانية ، ويجتازون أودية كبيرة ، صعوداً وهبوطاً ، ثم يبدو البحر ظاهراً أمامهم . ثم يصعدون جبلاً أسود ، ويهبطون منه إلى الفضاء ، حيث ساحل البحر . وهذا آخر مسالك العقبة الضيقة ، ويسلكها بهم العربان . بعد ذلك تأخذ القافلة طريقها ، ويكون البحر على يمينها ، حتى تنزل في أسفل القلعة . وهناك يستريحون مدة ثلاثة أيام " أ . هــ
وقال في ذكر مواضع درب الحاج من مصر إلى العقبة فالحجاز : " ... وبالقرب منها يقع الموضع المسمى عراقيب البغلة ، ثمّ إلى راس الركب ، وهو قريب من المحلّ المُسمّى الجفارات ، ثمّ إلى سطح العقبة ، أي عقبة أيلة . وكانت في القديم بلدة عظيمة ، وهي اليوم خربة . وبالقرب منها ، على مسافة ميل ، توجد بئر مبنية بالحجر ، ماؤها عذب ، وبها نخيل ، وتسكنها طائفة من عربان الحويطات . وهذا المنزل ، يعد الربع الأول من الطريق . والمياه في هذا الربع عذبة بالجملة ، وكثيرة . ثم يسير الركب مع ساحل البحر ، وعلى الجانب الأيسر يوجد جبل الطور ، وهو طويل مستمر عدة أميال ، وفي آخره منحدران ومضيق ، وحفر ( آبار ) ذات مياه عذبة . ومن هناك يكون الصعود إلى ظهر الحمار ، وهو مرتقى ذو حجارة وصخور ، ومنه إلى الجرفين ، ومنه إلى شرفة بني عطية ، وهو كثير الحطب ، ومنه إلى المطلّات ، مكانٌ بين جبلين ، وفيه توجد محارس بني لام ، ومنه إلى مغاير شعيب ، وفي آبارها توجد مياه عذبة ، ويكثر فيها النخيل ، وأشجار الأثل والمقل ، وتوجد بها ألواح صخرية مكتوبة ، نُقشت عليها أسماء الملوك ، تشبه تلك الموجودة في البرية قرب مياه النيل ، وبعد ذلك يصل الركب إلى قبر الطواشي ... " أ . هــ
قلت : دعوى اليهود أنّ لديهم برد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دعوى لا أصل لها ، فالبرد كان مع نصارى أيلة فابتاعه منهم الخليفة أبو العباّس عبد الله بن محمد كما ذكره ابن إسحاق ( ت 150 هــ ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق