تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

السبت، 5 يناير 2019

نكبة جيش الأزلم في العقبة في القرن الحادي عشر للهجرة الشايع عشر للميلاد




سبق أن ذكرنا أنّ الدولة العثمانية خصّصت جيشاً اسمته جيش العقبة لحماية الحجيج من هجمات القبائل العربية ، أنظر :
وقد أعدّت الدولة العثمانية جيشاً آخر أسمته جيش الأزلم ، والأزلم قلعة تقع إلى الجنوب من ضبا على ساحل البحر الأحمر بنحو 45 كم ، كما تقع إلى الشمال على نحو 100 كم شمال مدينة الوجه ، وتقع على نحو 350 كم جنوب العقبة .
وفيما يلي نبذة عن هذا الجيش :
بيان بموكب جنود أزلم و نفقات خزينتهم
عندما يتجه الحجاج إلى مكة عين جنود من البلوكات السبعة فيرسلون إلى حصن أزلم وهو نصف الطريق بين مكة والقاهرة على مسيرة ثمانية عشر منزلاً ، وهو من خيرات السلطان الظاهر بيبرس رحمة الله تعالى عليه - خيرات عظيمة عجيبة أعجز عن وصفها .
يخلع الباشا على أحد أمراء الچراكسة خلعة ويعينه للسفر إلى أزلم ، ثم يختار ثلاثمائة جندي من كل بلوك من البلوكات السبعة المصرية على أن يسافروا سخرة دون أن تترتب على ذلك ترقيتهم ، وإنما يعطون أربعين كيسا مصرياً للإنفاق منها على طعامهم وشرابهم وخيامهم وسائر حاجاتهم ، يعطي هؤلاء الألفان من الجنود ألف جمل لحملهم هم وأثقالهم . ويجهز الأغا المحتسب الجمال بالذخائر والمؤن الضرورية للسفر ، وتكون مصروفاتها محسوبة على محاسبته . وأما مؤنهم فالبقسماط والجبن الحلوم والعسل والسمن والبن والأرز والفول والشعير وغيرها ، وترسل معهم ستة مدافع شاهية وأورطة من المدفعيين ، وکتيبة من المدرعين ، وكتيبة من سائقي عربات المدافع ، فيبلغ مجموع المسافرين مع المكلفين بخدمتهم خمسة آلاف نفر مسلحين ، وخمسة آلاف أخرين من التجار ، وهم كذلك يسافرون مدججين بالسلاح " أ. هــ 

يسير الخمسة آلاف جندي نهار 25 من شهر ذي الحجّة ، ويخرج معهم  بضعة آلاف من التجار ، وفي أثناء إقامتهم في البركة يصل حمل 7000 أو 8000 بعير من الطعام والشراب من الشرقية والقليوبية والبحيرة ورشيد ودمياط ، ثم يرتحلون إلى العقبة فيبلغونها في عشرة أيام ويمكثون يوما للتزود بالماء وبعد تزويد كافة الجمال بالماء ساروا إلى الأزلم  .
وهذه القافلة الضخمة التي تسير لاستقبال الحجيج في عودتهم إلى ديارهم بعد أداء مناسك الحجّ تكشف الأعداد الضخمة للحجيج ، وتبرّر وجود هذا الجيش الضخم لحماية الحجيج من مخاطر هجمات البدو ، ورغم هذا فإنّ قوافل الحجيج مع وجود هذا الجيش الضخم تتعرّض للهجمات وخاصّة في منطقة العقبة .
قال أحد الرحّالة في القرن الحادي عشر : " إن في الطريق موضعا ضيقا خطرا يدعى العقبة ، حاصر فيه العربان مرة جيش أزلم" وقضوا على حياة مئات منهم بسنان الرماح " أ . هــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق