في عام 1940 م قام مفتّش الزراعة في فلسطين عبد الله جبران مع مدير الزراعة ميون وحاكم مقاطعة غزّة وبئر السبع وكذلك مفتّش الأسماك في المنطقة الشرقية بحوت برحلة صيد إلى العقبة ، وقد دفع غنى العقبة بالثروة السمكية البعض إلى تأسيس شركة لصيد الأسماك في العقبة غير أنّ صعوبة المواصلات وعدم وجود طرق ممهّدة عطّلت تنفيذ هذا .
وكان اسم رئيس مركز العقبة في ذلك العهد مصطفى ، وقد دامت رحلة الصيد مدّة ثلاثة أيام عاد مفتّش الزراعة ومن معه بالعودة إلى فلسطين .
وفيما يلي ما سجّله عبد الله جبران مفتّش الزراعة في فلسطين عن هذه الرحلة :
حديث عن الصيد في العقبة
أسماك كثيرة لكن الطريق شاقة
في مقابلة مع مفتش الزراعة الأستاذ عبد الله جبران فهمنا أنه ومدیر الزراعة المستر میرون وحاكم مقاطعة غزة وبئر السبع ومفتش الأسماك في المنطقة الشرقية السيد بحوت توجهوا في الأسبوع الماضي إلى العقبة وأخذوا معهم فرش نومهم وسرائرهم ومواد غذائهم بسبب بعد الطريق وصحراويته ، وقد مروا عن طريق قرنب ( كرنب ) من بئر السبع ثم أم رشرش والحصب فنقطة بوليس شرقي الأردن حيث تباحثوا مع السيد مصطفى رئيس المركز هناك عن صید السمك في خليج العقبة ، وقد أنزلوا قاربًا فاصطادوا بواسطة الخيط والسنارة عن عمق ثمانين قامة 24 سمكة كبيرة من نوع الفريدن في دقائق . وقد وصف لنا الأستاذ جبران خليج العقبة بقوله إن الخليج يمتد من البحر الأحمر إلى أن ينتهي في وادي عربة ، وفي الجهة الشرقية تقع بلدة العقبة وهي تخصّ شرقي الأردن . وفيها قصر المرحوم الملك حسين وفي الجهة الشمالية الغربية منها تقع أم رشرش . ومن الجهة الجنوبية الغربية تقع النقطة المصرية طابا ، وتقع إلى الشمال الشرقي منها مرکز حقل ، وهو للملك ابن السعود ، وينحدر الى الجنوب الغربي منه قناة السويس
تأجيل تأسيس شركة لصعوبة المواصلات
ثم أخبرنا الأستاذ جبران أنهم أرادوا تغيير الطريق في عودتهم وبذلك مروا من طریق صحراء سيناء ووقفوا في محل نقب الحج وهو يقع على الحدود بين فلسطين وشرق الأردن وكانت الطريق تنخفض وترتفع حسب المنعرجات والأخاديد ، وتابعوا سفرهم فمروا بطونکلا ( الكُنْتِلّا ) وهي مركز للمصريين فأبرزوا فيه أوراق هوياتهم ثم استمروا في طريقهم إلى العقبة فسیرین ( بيرين ) فعوجا الحفير فعسلوج فبئر السبع ، وقد استغرقت سفرهم ثلاثة أيام كاملة .
وقد أبان الأستاذ جبران أن السمك كثير جدا في العقبة وخصوصا بعد أن امتنع الصيادون لأسباب عن صيده في تلك الجهة ، وهناك فكرة بتأسيس شركة تعمل لصيد السمك في منطقة العقبة إلا أن صعوبة النقليات ورداءة الطريق قد تعرقل تأسيس هذه الشركة في وقت قريب . وقد قدم الأستاذ جبران تقريره ضافيا عن مشاهدته في هذه السفرة ، وربما تتمكن من إرسال التقرير بعد اطلاع الحكومة عليه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق