تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الجمعة، 17 أغسطس 2018

من معالم العقبة الداثرة : مطار العقبة القديم


ضمن سياسة بريطانيا في ترسيخ وجودها في منطقة العقبة كان لا بدّ لها من إنشاء مطار لاستقبال طائرتها التي تجوب أجواء المنطقة ، فكان أن باشرت بإنشاء هذا المطار عام 1933 م ، قرب شاطئ الخليج  .


وقد أثار هذا حفيظة الوطنيين والصحافة العربية فكتبت إحدى الصحف تعليقاً على هذا عام 1351 هــ 1933 م تقول : " إنشاء مطار بريطاني في العقبة : رُوِّعت المحافل السياسية الوطنية عند اطلاعها على خبر إنشاء بريطانيا مطاراً في العقبة ، وعدّت ذلك نتيجة لحركة ابن رفادة ، والدسائس التي قامت آنذاك ، كما أنّها اعتبرتها نتيجة لذهاب المندوب السامي لفلسطين مراراً عديدة للحدود ، واجتماعه أخيراً بالجنرال سبنكس باشا ، والمسألة كما قالت ... لم يستثمرها إلا الأجنبي ، ولم يربح منها الذين قاموا بها ومن ساعدهم من العرب شيئاً قط . واعتقد أنه سیعقب هذا تأسيس بناء حربي في العقبة ورفع العلم الأجنبي على تلك المناطق العربية الحصينة " أ . هــ

وقد استخدم البريطانيّون هذا المطار ، وكان له دوره في استقبال الطائرات البريطانية التي قدمت في شهر آذار عام 1949 م للردّ على محاولة اليهود دخول العقبة بعد احتلال المُرَشَّش خلافاً للمتّفق عليه بينهم وبين بريطانيا كما بيّناه هنا : 

وجاء لهذا المطار ذكرٌ في تقرير للمدير العام شركة الطيران العربية المحدودة ــ عمّان بتاريخ 7 شباط 1948 تحت عنوان ( مراقبة الطيران في شرق الأردن ) وهذا نصّ ما ورد بحرفه : " مطار العقبة : إنَّ هذا المطار هو عبارة عن قطعة أرض رملية يقوم سلاح الطيران الملكي البريطاني على صيانته . لا توجد في هذا المطار أيّة تسهيلات ولا موظفون " ، وجاء في توصياتها بخصوص مطار العقبة : "مطار العقبة : ستخلق لهذا المطار أهمية فيما اذا قطع خط البترول  أراضي العقبة وإذا تم بناء ميناء بحري أو مصفاة للبترول فيها . في حالة تحقيق هذه الممكنات يجب على الحكومة أن تعلم سلاح الطيران الملكي عن رغبتها باستلام مطار العقبة وصيانته وستقوم الشركة في ذلك الحين بتوظيف العمال والكتبة اللازمين مع الاعتدة . لا يسع شركتنا في الوقت الحاضر أن توصي القيام بعمل سوى تعيين شرطيا للقبض على أية طائرة غريبة تهبط مطار العقبة بدون أن تكون مزودة بأوراق رسمية معطاة من مطار رسمي في شرق الأردن أو في حالة عدم  إعلام تلك الطائرة بوصولها رسميا " أ . هــ


لم يكن المطار بالصورة المطلوبة وقد سعى قائمقام العقبة فرحي عبيد أن يحسّن من ظروف المطار كما جاء في كتابه إلى متصرّف لواء معان عام 1959 م ، وفيما يلي نصّه بحرفه :

المملكة الأردنية الهاشمية 

وزارة الداخلية
قائمقامية العقبة
الرقم 1 / 1 / 961
التاريخ 2 / 9 / 1959 

عطوفة متصرف لواء معان


لاحقا لكتابي رقم 1 / 1 / 960 تاريخ 31 / 8 / 1959 المتعلق بموضوع المشاريع التي تحتاج اليها العقبة ارجو أن أعلمكم بأنه من الضروري بناء استراحة في مطار العقبة تضمّ أماكن للاستراحة ومكتب للجوازات والجمارك والأرصاد الجوية .
رجاء التنسيب بذلك

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام 



قائمقام العقبة
فرحي عبيد
( التوقيع )


وقد ظلّ هذا المطار يخدم الأردن إلى أن تمّ إنشاء مطار العقبة الجديد الذي بوشر العمل على إنشائه عام 1970 م .

أمّا المطار القديم فقد ابتلعه مشروع السرايا وهو مشروع سكني سياحي ضخم أنشئ قرب رأس خليج العقبة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق