تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الثلاثاء، 3 يوليو 2018

أهالي العقبة ( العقباوية ) يبنون بيوتهم بأحجار أطلال أيلة قبل قرنٍ ونيّف




حينما ثار النزاع على الحدود بين الدولة العثمانية ومصر في أواخر عام 1905 م كان حاكم منطقة العقبة هو قومندان العقبة أمير اللواء رشدي باشا الذي كان له دور كبير في ذلك النزاع ، وقد كان لقائد العقبة مساهمته في توثيق ما وقع في ذلك العهد حيث صدر له كتاب مسألة العقبة عام 1326 هــ 1908 م ، وممّا جاء فيه في ذكر العقبة عام 1906 م قوله : 
 العقبة : تعتبر العقبة إحدى المناطق التي تمثل نهاية الجزيرة العربية ، بالإضافة إلى أنّها تعتبر نقطة تلتقي عندها طرق مصر وسوريا وفلسطين والحجاز .

وتظهر أهميّة موقعها في استحواذها على اهتمام مجاهدين إسلاميّين أمثال صلاح الدين الأيّوبي والسلطان سليم الأول .
وتقع مدينة أيلة ذات الشهرة التاريخية على مسافة ساعة وربع الساعة من العقبة ، ومنازل العقبة تم بناؤها بالأحجار التي أحضرها الأهالي من أطلال أيلة ، ومساحتها تبلغ ثمانية عشر كيلو متراً محصورة بين طابا وبريج ، وهو ما يُسمّى خليج العقبة .
وقرية العقبة تحتوي على مائتي بیت غير منظم . وهي تشتهر بنخيلها وآبارها العذبة التي تعد من أعذب المياه الموجودة على شواطئ البحر الأحمر . هواؤها جاف حيث يخلو من الرطوبة . وهي مدينة وميناء هام  " أ . هــ 

هذا النصّ نشره المؤرّخ المصري الدكتور أحمد فؤاد متولّي في دراسته الرائعة عن طابا . 

قلت : تضمّن نصّ أمير اللواء رشدي باشا قومندان العقبة فوائد مهمّة جدّا هي : 

1ــ ذكر أنَّ آثار أيلة تقع على بعد ساعة وربع الساعة من العقبة يعني القلعة ، وهذا يعني أنَّ آثار أيلة كانت ظاهرة معروفة لسكّان المنطقة الذين استخدموا حجارة آثارها في بناء منازلهم في العقبة حول القلعة ، وقد تمّ اكتشاف آثار أيلة وضواحيها في شمال غرب قلعة العقبة إلى الشمال من شاطئ البحر .

2ــ تضمّ مساحة العقبة المنطقة الممتدّة بين طابا على الجانب الغربيّ لخليج العقبة إلى البريج على الجانب الشرقيّ للعقبة إلى الجنوب من قلعة العقبة . وقد كان جزيرة قريّة ( فرعون ) مقرّاً إداريّاً لوالي منطقة العقبة قبل نقله إلى قلعة العقبة على الشاطئ بعد زوال وانتهاء الخطر الصليبي كما ذكره أبو الفداء .

3ــ أنّ عدد بيوت العقبة بلغ نحو 200 بيت ، وهذا يزيد عن تقدير نعوم شقير الذي قدّر عدد بيوت العقبة بنحو 100 بيت .

4ــ اشتهار العقبة بنخليها ومياهها العذبة وهوائها الجاف ، وكانت ميناءاً هامّاً في مختلف مراحل تاريخها ، وهي اليوم من أكبر الموانئ في منطقة البحر الأحمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق