تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الجمعة، 15 يونيو 2018

منطّ الخضراء من مواضع العقبة مرّة أخرى


سبق أن تحدّثنا عن منطّ الخضراء في منطقة وادي اليتم إلى الشمال الشرقي من قلعة العقبة قرب موقع نقطة مقصّ العقبة ، ومن أقدم من أشار إلى قصّة منطّ الخضراء وسدّ وادي اليتم الذي بناه الملك حديد ملك العقبة الرحّالة السويسري المشهور جون لويس بيركهارت فيما كتبه في رحلته عام 1816 م حيث قال : " وادي اليتم : وقد أخبرت بأنّ هذا الوادي قد أغلق بجدار قديم وفي مكان معيّن ، ويقول العرب أنّ الذي أنشاه ملك اسمه حديد ، وكانت الغاية من إقامة هذا الجدار هي منع قبيلة بني هلال النجدية من اقتحام السهل والتغلغل في داخله " أ . هــ

وفيما يلي نصّ ما كتبناه عن منطّ الخضراء في وادي اليتم بتاريخ 20 / 4 / 2018 م 
في موروث بدو منطقة العقبة مما سمعته من بعض رجالات قبيلة الأحيوات حكاية تفسّر سبب تسمية منطّ الخضراء بهذا الاسم . وفي الخبر أنّه كان هناك ملكٌ لمنطقة العقبة يدعى الملك حديد ، وحدث أن قام بنو هلال بهجرتهم من الجزيرة العربية ، وكان لا بدّ لجموعهم المهاجرة بالمرور عبر منطقة العقبة لا سيّما عبر وادي اليتم فخشي الملك حديد إفسادهم للمنطقة وتهديدهم له فشرع ببناء سدّ في وادي اليتم ليمنعهم من دخول العقبة ، فلمّاء قدم بنو هلال فوجئوا بالسدّ الذي منعهم من المرور عبر وادي اليتم إلى العقبة ، وكان حاجزاً لا تستطيع الخيل أو الإبل اجتيازه ، فحاولوا بلا جدوى ، ثمّ إنّ ذياب بن غانم أحد أبرز فرسان بني هلال تقدّم بفرسه الخضراء واستطاع القفز من فوق السدّ ، فعُرف المكان بمنطّ الخضراء إلى يومنا هذا فلمّا علم الملك حديد بهذا فرّ راكباً حصانه باتّجاه وادي العربة ، فطارده الأمير ذياب بن غانم فأدركه في المقرح على نحو 20 كم شمال العقبة في وادي العربة فقتله هناك ، وقد عرف المقرح إلى الشمال من مركز جمرك وادي العربة بمقرح حديد إلى يومنا هذا .

وقد ذكر هذه الحكاية بخلافٍ يسير فريدريك ج بيك فقال : " يمكن أن يكون السور القديم الذي يجتاز وادي اثم وينتهي في وادي عربة خط دفاع للأنباط أو حازا جمركيا مركزه على الماء في الطرف الجنوبي . يروي العربان عن هذا السور أن أحد المسيحيين ويدعى حديد احتل وادي اثم والأراضي التي تقع شرقيّه ولما كان يخاف عرب وادي العربة الذين كانوا أخصاماً له بنى هذا السور لصد هجماتهم ، وكان لحديد جواد اشتهر بين خيول زمانه نزل به يوماً على أعدائه في وادي اثم وبعدما بطش بهم وسلبهم تسلّق السور وقفز حصانه وراءه وبهذه الصورة سلما ، ولكن بعد ذلك قبض الأمير دياب بن غنام من بني هلال على حديد وقتله " أ . هــ
قلت : الوادي اسمه وادي اليتم وليس اثم ، واسم الأمير الهلالي ذياب بالذال المعجمة وليس دياب بالدال المهملة .
وكانت هجرة بني هلال وغيرهم من قبائل العرب إلى بلاد الشام فالديار المصريّة فبلاد المغرب قد تمّت سنة 441 هــ ، وهذا يعني أنَّ زمن هذه القصّة لو صحّت كان في القرن الخامس وبالتحديد عام 441 هــ .
وتقع المنطقة الممتدّة من منطّ الخضراء في وادي اليتم إلى المقرح في وادي العربة في ديار قبيلة الأحيوات إحدى قبائل منطقة العقبة وسكّانها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق