يبدو أن منطقة أيلة شهدت تغيّراً في المناخ الذي أخذ يتغيّر على مرّ القرون ، فتارة تكون الأمطار مغرقة ، وتارة لا تسقط الأمطار ، وتارة تسقط الثلوج وتارة لا تسقط ، وتارة يكون البرد قارصاً شديداً وتارة يكون الجوّ دافئاً . كلّ هذا في فصل الشتاء . ومن أخبار الطقس في العقبة في شتاء عام 1709 / 1710 م اشتداد البرد إلى درجة سقوط قتلى ، وكذلك كثرة نزول المطر .
جاء في أخبار شهر ذي القعدة عام 1121 هــ الموافق لشهر كانون الثاني عام 1710 م ما نصّه لرحّالة مغربي : " .... ولما التقينا بالمصري في العقبة أخبرونا عن حالهم مع البرد وأنه قتل منهم واحدا أو اثنين ليلة العقبة وقرب عجرود ما ينيف على خمسين نفسا . وذكروا أن الإنسان يكون في حمل الخشب فيوجد ميتا بالبرد وعلى الدابة كذلك . وحدثنا بعض حجاج القدس التقوا مع المصري في سطح العقبة أنهم لاقوا من البرد والثلج والمطر ما يقضي منه العجب ، مكثوا يومين وليلتين ما أوقدوا نارا ولا قدروا عليه ولا أكلوا من كثرة المطر . وأخبرني واحد منهم انه عليه عدة لباس من الأقبية والقمص وجوخة فوق ذلك . وبات من أول الليل إلى آخره واقفا ورجلاه داخلتان في الطين إلى ركبتيه والمطر يصب عليه حتى أفضى إلى لحمه ، وعاينوا من ذلك الموت الأحمر . ونحن والحمد لله سلمنا الله من ذلك كله " أ . هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق