قال سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ أَيْلَةَ بِجِزْيَةٍ وَهَدِيَّةٍ فِيهَا الْقُلْقَاسُ ، فَقَبِلَ صُلْحَهُمْ وَجِزْيَتَهُمْ وَهَدِيَّتَهُمْ وَأَكَلَ الْقُلْقَاسَ وَقَالَ : " مَا هَذَا ؟ " قَالُوا : شَحْمَةُ الأَرْضِ ، قَالَ : " إِنَّ شَحْمَةَ الْأَرْضِ لَطَيِّبَةٌ " .
قلت : سعيد بن عبد العزيز هو سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التنوخيّ الدمشقيّ ( ت 167 هــ ) ، قال الإمام أحمد : ليس بالشام أصحّ حديثاً منه .
وقال محمد بن أحمد بن حماد أبو سعيد الدولابي ( ت 310 هــ ) أحد الأئمة من حفاظ الحديث، و له تصانيف حسنة في التاريخ : أهدى أهل أيلة إلى النبي صلّى اللَّه عليه و سلم القلقاس فأكله وأعجبه وقال : ما هذا ؟ فقالوا : شحمة الأرض ، فقال صلّى اللَّه عليه و سلم : إن شحمة الأرض لطيبة " أ . هــ
والقُلقاس نبتٌ معروفٌ . قال المقدسي : " القُلقاس وهو شيءٌ على قدر الفجل المدوّر عليه قشر ، وفيه حدّة يقلى بالزيت ، ويطرح في السكباج والموز ، وهو على مقدار الخيار عليه مزود رقيق يقشر عنه ثم يؤكل له حلاوة وعفوصة .
القُلْقَاسُ ، بالضّمِّ وإهمالُه فِي الضَّبْط قُصُورٌ " ، وقال الزبيدي : " قَالَ أَبو حَنِيفَةَ رَحِمَه الله تَعالَى : هُوَ أَصْلُ نَباتٍ يُؤكَلُ مَطْبُوخاً ويُتَدَاوى بِهِ ، ومَرَقُه يَزِيدُ فِي الباهِ عَن تَجْرِبَةٍ ويُسمِّنُ ، وَلَكِن إِدْمانُه يُولِّدُ السَّوْداءَ ، كَذَا ذَكَره الأطباءُ " أ . هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق