يُعتبر الشيخ محمد بن ذياب بن عبد الرحمن بن بسيوني أبو جمعة من مشايخ
الحركة التعليمية في العقبة ، وهو ينتمي إلى أعرق وأقدم عائلات العقبة عائلة آل
البسيوني ، وكان جدّهم بسيوني هو أول أجداد العقباوية الذين نزلوا العقبة واستقرّوا
بها ، وقد وُلد الشيخ أبو جمعة محمد ذياب البسيوني رحمه الله تعالى حوالي عام 1916
م ، وقد كان يمارس طريقة التعليم القديمة في الكتاتيب وهي طريقة أنجع من تدريس
المدارس الحديثة ، وقد بدأ مشواره التعليمي لأبناء العقبة حوالي عام 1938 م ، وظلّ
يمارس عمله هذا إلى سبعينات القرن العشرين ، وقد درست في مدرسته في حفيرته بجوار
شاطئ العقبة قبل إلتحاقي بالمدرسة الحكومية حوالي عام 1970 م ، وكانت له طريقته
المحبّبة في التدريس التي ترغّب الأولاد في الدراسة .
هذا العلم العقباوي لم يتمّ تكريمه من قبل أي جهة في العقبة لذكر
مآثره رحمه الله تعالى رغم مرور 26 عاماً على وفاته حيث توفّي عام 1992 م .
بين يدي وثيقة لأهالي العقبة ( العقباوية ) تبيّن أن أولادهم قد
استفادوا من تدريس أبي جمعة أكثر من استفادتهم من مدرسة الحكومة ، وهي مأثرة تسجّل
لهذا الشيخ الجليل وفيما يلي نصّها بحرفه :
فخامة رئيس الحكومة الأفخم
نعرض لفخامتكم نحن وجوه وهيئة اختيارية العقبة
بما أن أولادنا في مدرسة الحكومة لم يستفيدوا شيئا منها فنسترحم من
فخامتكم بإرسال مفتش من دائرة المعارف للفحص على أولادنا الخارجين منها ويجد لديهم
شهادات الصف الرابع مع الموجودين بالمدرسة ومنذ سنة خصصنا معلماً الأستاذ محمد
دياب من أهالي العقبة لتدريسهم وفي تلك المدة قد استفادوا أولادنا من تعليم
الأستاذ محمد ذياب أحسن من الخارجين من الصف الرابع فنسترحم من فخامتكم بتلبية
طلبنا وبإعادة أولادنا إلى المدرسة الأهلية الذين ليس لهم تسجيل سابقاً في المدرسة
الأميرية حيث أج برنا مدير ناحية العقبة على دخولهم مدرسة الحكومة رغماً عنا
والأمر عائد لفخامتكم مولانا
2 / 9 / 1946
وقد ذُيّلت الوثيقة بتواقيع عدد من
كبار رجالات العقبة كما في الصورة أدناه
وكان رئيس الحكومة آنذاك هو السيد إبراهيم هاشم الذي انتهت فترة
حكومته بتاريخ 1 / 2 / 1947 م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق