فصّل الله تعالى في كتابه الكريم قصّة شعيب عليه السلام مع قومه مدين التي ذكر كثيرٌ من أهل العلم أنّها هي البدع التي كان تُعرف إلى عهد غير بعيد باسم مدين ومغائر شعيب ، فلمّا أصرّ القوم على كفرهم وعنادهم أهلكهم الله تعالى ونجّى شعيباً ومن معه من المؤمنين ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنَّ نجاتهم كانت بمسيرهم إلى أيلة الواقعة إلى الشمال الغربي من البدع على نحو 130 كم .
قال تعالى في محكم التنزيل :
( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ )
قال المقريزي ( ت 854 هــ ) في ذكر ملوك مدين : " ... وكان كلمن على ملك مدين ، ومن الناس من رأى أنه كان ملك جميع من سمينا مشاعاً متصلاً على ما ذكرنا ، وإنّ عذاب يوم الظلة كان في ملك ، كلمن منهم ، وإنّ شعيباً دعاهم ، فكذبوه وعدهم بعذاب يوم الظلة ، ففتح عليهم باب من السماء من نار ، ونجا شعيبٌ بمن آمن معه إلى الموضع المعروف بأيلة ، وهي غيضة نحو مدين ، فلما أحسَّ القوم بالبلاء واشتدّ عليهم الحرّ ، وأيقنوا بالهلاك طلبوا شعيباً ، ومن آمن معه ، وقد أظلتهم سحابة بيضاء طيبة النسيم والهواء لا يجدون فيها ألم العذاب ، فأخرجوا شعيباً ومن آمن معه من مواضعهم ، وأزالوهم عن أماكنهم ، وتوهموا أن ذلك ينجيهم ممّا نزل بهم ، فجعلها الله عليهم ناراً ، فأتت عليهم .
فرثت جارية بنت كلمن أباها ، وكانت بالحجاز فقالت :
سيد القوم أتـــاه الـ ..... حتف ناراً وسط ظلّه
كوّنت ناراً فأضحت ..... دار قومي مضمـحلّه
وقال المتنصر بن المنذر المدينيّ :
ألا يا شعيب قد نطقــــت مقالـــــــــةَ ..... أبدت بها عمراً وتحيي بني عمـــــروِ
هم ملكوا أرض الحجاز بأوجـــــــــه ..... كمثل شعاع الشمس في صورة البدرِ
وهم قطنوا البيــــــت الحرام وزيّنوا ..... قطوراً وفازوا بالمـــــكارم والفــــخرِ
ملوك بني حطّي وسعفص في الندى ..... وهوّز أربــــاب الثنيــــــة والحجــــرِ
هم ملكوا أرض الحجاز بأوجـــــــــه ..... كمثل شعاع الشمس في صورة البدرِ
وهم قطنوا البيــــــت الحرام وزيّنوا ..... قطوراً وفازوا بالمـــــكارم والفــــخرِ
ملوك بني حطّي وسعفص في الندى ..... وهوّز أربــــاب الثنيــــــة والحجــــرِ
وقال أبو اليمن العليمي ( ت 928 هــ ) في ذكر قصّة شعيب عليه السلام مع قومه مدين : " ولمّا نزلَ بهمُ العذابُ ، نَجَّينا شعيبًا بمن آمنَ معه إلى الموضعِ المعروفِ بأيلةَ " أ . هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق