اختلف مروان بن الحكم ( ت 65 هــ ) مع الفرزدق بشأن بيتين من الشعر قالهما رأى فيهما مسّاً به ، فأضمر له الشرَّ ، فأرسل حينما ولي المدينة أرسل إلى واليه على ضريّة في بلاد نجد بمعاقبة الفرزدق حين وصوله إليه ، ثمّ إنّه أخبر الفرزدق أنّه كتب لواليه على ضريّة أن يعطيه مائة دينار ، فسار الفرزدق ، ثمّ أنَّ مروان ندم على ذلك ، فأرسل بيتين من الشعر للفرزدق يحذّره من السير إلى ضريّة ، وطلب من السير والنجاة بنفسه إلى أيلة أو بيت المقدس .
قال مروان بن الحَكَم حين قَدِمَ الفرزدق المدينة ــ على ساكنيها السلام ــ مُستَجيراً بسعيد بن العاص من زياد ابن أبيه ؛ فقال :
ترى الشُّمَّ الجَحاجِحَ من قُرَيشٍ ... إذا ما الأمرُ في الحَدَثانِ عالا
قياماً يَنظــــــرونَ إلى ســـــعيدٍ ... كأنَّهُـــــــم يَرَونَ بـــــه هِلالا
قعوداً يا غلام ، فقال : لا والله يا أبا عبد الملك إلاّ قياماً فأغضب مروان ، فلمّا وَلِيَ كَتَبَ للفرزدق كتاباً إلى واليْهِ بِضَرِيَّةَ أن يعاقبه إذا جاءه ، وقال له : إني قد كتَبتُ لك بمائةِ دينار ، فلم يَمْضِ خوفاً من أن يكون في الصَّحيفة ما يُكرَه ، وعَلِمَ مروان أنَّه فَطَنَ لذلك فقال :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق