جاء في دائرة المعارف الإسلامية ــ ونصوصها عن أيلة مستمدّة ممّا كتبه المستشرق لويس موسل الذي زار العقبة عام 1898 م ــ ما نصّه : " أيلة اسم ميناء في الزاوية الشمالية الشرقية من خليج العقبة ، على خط عرض 29’30 شمالاً وعلى خطّ طول 35 شرقي جرينوتش . وهي قائمة شمالي ظهر أمّ نصيلة المنحدر إنحداراً شديداً . والاسم القديم أيله أو ویلة يقابل الاسم العبري إيليم ، إيلات ، إيلوت ، وهو بالآرامية إيلون أو إيلونا ......
وكانت أيلة في القرون القديمة وفي القرون الوسطى كذلك ، لها شأن عظيم في التجارة البحرية وفي تجارة القوافل لأنَّ موضعها في أقصى خليج العقبة كان ملتقى القوافل التي كانت تذهب من مصر إلى أواسط بلاد العرب ، وكذلك القوافل التي كانت تتجه من الموانئ الفينيقية الفلسطينية إلى جنوب بلاد العرب ، ولهذا جعل بنو إسرائيل الاستيلاء عليها نصب أعينهم عندما كانوا يكافحون لبسط سلطانهم ، ونجح داود الذي أخضع أيدوم كلها في فتح أيلة . وفقد سليمان الجزء الشرقي من أيدوم حتى حداد ، ولكن الجانب العربي منها ظلّ جزءاً من مملكة يهوذا التي ظلت في حوزته ، واستعان بالفينيقيين على بناء سفن تجارية في أيلة ( أنظر : سفر الملوك الأول ، إصحاح 9 ، فقرة 29 ، وأخبار الأيام الثاني ، إصحاح 26 فقرة 3 ) ، ولا تجد ذكراً لهذه المدينة بعد وفاته . وظلت أيلة زمناً ما تابعة لدولة يهوذا وأقام عزيا فيها الحصون ( أنظر : سفر الملوك الثاني ، إصحاح 14 ، فقرة 23 ، أخبار الأيّام الثاني ، إصحاح 26 ، فقرة 2 ) ، ولكنها سقطت بعد ذلك في يد أيدوم ثمَّ استولى عليها القبط .
وفي سنة 105 م استولى الروم على آيلة وضمّوها إلى ولايتهم العربية . ونجد هذه المدينة تذكر في مستهل القرن الرابع الميلادي باعتبارها جزءاً من ولاية فلسطين ، وبوصفها معسكراً لفرقة من الجيش ويرجع هذا إلى أنَّ الطرق الحربية كانت تصل بينها وبين سورية وفلسطين ، واستقرّت المسيحية في أيلة في عصر متقدّم ، فان بطرس أسقف أيلة كان من بين من وقّعوا قرار مجمع نيقية . وعندما تضعضعت قوّة بيزنطة على تخوم أيلة كسدت تجارتها لأنّ أيلة والبلاد المحيطة بها كانت خاضعة لنفوذ الأمراء من بني غسّان .
وفي العام التاسع الهجري ( = 630 م ) صالح يوحنّا بن رؤية صاحب أيلة ــ ويقول المسعودي إنّه كان أسقفها ــ النبيّ على جزية قدرها 300 دینار ، وكان ذلك في غزوة تبوك ولقاء هذا لم يصب المدينة أيُّ ضررٍ على يد جيوش المسلمين ، بل انتشر فيها الرخاء ولمّا أصبحت الميناء غير صالحة للملاحة نقلت إلى الجنوب من موقعها الأوّل ، وأقيمت المدينة في هذه الجهة . وهجر الناس أيلة القديمة منذ القرن التاسع . أمّا مدينة ويلة الجديدة واسمها مشتقّ من أیلة ، فكانت في عهد الخلفاء مركزا للثقافة العقلية والثقافة الماديّة . وأمر أحمد بن طولون ( 254 ــ 270 هــ 868 ــ 883 م ) بإنشاء طريق جديد على حافّة جبل أم نصيلة ، بدلاً من طريق القوافل القديم الذي كان ضيّقاً محصوراً بين منحدر الجبل من ناحية وبين البحر من ناحية أخرى ، وكانت تطغى عليه الأمواج في أغلب الأحيان . وسُمّي هذا الممرّ العميق عقبة أيلة ، نسبة إلى المدينة التي كانت تجاوره ، وأراد الصليبيون أن يبسطوا سلطانهم على البحر الأحمر أيضاً فظهرت جيوشهم في أيلة سنة 1116 ، وضمّوها إلى الإقليم الذي كان يحكمه کراك دون مونتریال Crac don Montreal ، وأقاموا الحصون في جزيرة صغيرة أمام أيلة ، وأنشأوا في المدينة نفسها حصناً صغيراً ، فحصروا بذلك الاتصال بن مصر وبلاد العرب ( سورية ) ، ولهذا كان لا بدَّ لصلاح الدين من استعادة المدينة والجزيرة ، فأرسل عمارة من السفن إلى خليج أيلة تقلُّ أخشابها مفككة على ظهور الإبل ، ثمَّ حاصر المدينة والجزيرة ، واستولى عليهما سنة 1171 ، وحدثت حادثة شبيهة بهذه عندما نقل رجنالد أمير حصن الكرك عمارة من السفن إلى هذه الجهة ، وحاصر بها حامية المسلمين فضيّق الخناق عليهم ، وفي هذا الحصار دُمّرت حصون الجزيرة ، وهُدم جانب من المدينة ، ولكنّها سرعان ما استعادت مجدها في عهد حكّام حصن الكرك من بني أيوب ومن المماليك ، وكانت الفتن التي نشبت في القرن الخامس عشر والسادس عشر سبباً في القضاء على تجارة أيلة ، وفي دمار المدينة نفسها ، وبقي منها فقط القلعة الموجودة على أرض القارة لتحمي العقبة طريق الحجّاج الوافدين من مصر ، وسُمّيت المدينة بعد ذلك باسم العقبة فقط وأسقط من التسمية اسم أيلة .
والعقبة في الوقت الحاضر من أعمال الحجاز وهو ولاية تركية ، وليست من أعمال الشام ، وقد اتّصلت المواصلات البرقيّة أخيراً بينها وبين معان دمشق ، وهي مقرّ محافظ ( شريف ) يخضع لوالى جدّة ، وفي سنة 1898 م كان في العقبة نحو 50 كوخاً يبدو عليها البؤس والفاقة أقيمت على سهل کلسي بین جبل أم نصيلة والبحر ، وفي نصف القرية الجنوبي تقوم القلعة المربّعة ويحيط بها خيام على شكل نصف الدائرة ، وفيها حامية قوامها 220 جنديّاً ، وترسو السفن التركية في هذا المكان مرّتين أو ثلاثاً كلّ سنة لتسرّح الجنود أو لتمدّهم بالمؤونة . وجوّ هذه البقعة غير صحيّ ومياه ينابیعها العديدة القريبة من البحر ملحة تنشر الحميّات .
ويعيش سكّانها في الغالب على التجارة وعلى الزراعة أيضاً في حالات قليلة ، وهم يزرعون أشجار النخيل ، ويملك زعماء البدو نحو 3500 نخلة على مقربة من العقبة ، وهم يدفعون لسكّان القرية نحو نصف محصولها أو ثلثيه أو ثلاثة أرباعه لقاء زرعها ، ولا يُصاد السمك في هذا المكان ، ولم يكن في سنة 1898 سفينة واحدة في القرية كلها .
ولم يبق من آثار أيلة إلّا القليل على بعد میل وربع ناحية الشمال . وفي الجنوب الشرقي من هذه الآثار يوجد الان شجرة سيال ( سيالة جرمي ) يقدّسها الناس ويعتقدون أن روحاً تسكنها . وهذا شيءٌ جديرٌ بالملاحظة فإنَّ اسم أيلة القديم وهو إيلاث ومعناها شجرة مقدسة يظهر أنّه نسبة إلى هذه الشجرة " أ . هــ
وفي سنة 105 م استولى الروم على آيلة وضمّوها إلى ولايتهم العربية . ونجد هذه المدينة تذكر في مستهل القرن الرابع الميلادي باعتبارها جزءاً من ولاية فلسطين ، وبوصفها معسكراً لفرقة من الجيش ويرجع هذا إلى أنَّ الطرق الحربية كانت تصل بينها وبين سورية وفلسطين ، واستقرّت المسيحية في أيلة في عصر متقدّم ، فان بطرس أسقف أيلة كان من بين من وقّعوا قرار مجمع نيقية . وعندما تضعضعت قوّة بيزنطة على تخوم أيلة كسدت تجارتها لأنّ أيلة والبلاد المحيطة بها كانت خاضعة لنفوذ الأمراء من بني غسّان .
وفي العام التاسع الهجري ( = 630 م ) صالح يوحنّا بن رؤية صاحب أيلة ــ ويقول المسعودي إنّه كان أسقفها ــ النبيّ على جزية قدرها 300 دینار ، وكان ذلك في غزوة تبوك ولقاء هذا لم يصب المدينة أيُّ ضررٍ على يد جيوش المسلمين ، بل انتشر فيها الرخاء ولمّا أصبحت الميناء غير صالحة للملاحة نقلت إلى الجنوب من موقعها الأوّل ، وأقيمت المدينة في هذه الجهة . وهجر الناس أيلة القديمة منذ القرن التاسع . أمّا مدينة ويلة الجديدة واسمها مشتقّ من أیلة ، فكانت في عهد الخلفاء مركزا للثقافة العقلية والثقافة الماديّة . وأمر أحمد بن طولون ( 254 ــ 270 هــ 868 ــ 883 م ) بإنشاء طريق جديد على حافّة جبل أم نصيلة ، بدلاً من طريق القوافل القديم الذي كان ضيّقاً محصوراً بين منحدر الجبل من ناحية وبين البحر من ناحية أخرى ، وكانت تطغى عليه الأمواج في أغلب الأحيان . وسُمّي هذا الممرّ العميق عقبة أيلة ، نسبة إلى المدينة التي كانت تجاوره ، وأراد الصليبيون أن يبسطوا سلطانهم على البحر الأحمر أيضاً فظهرت جيوشهم في أيلة سنة 1116 ، وضمّوها إلى الإقليم الذي كان يحكمه کراك دون مونتریال Crac don Montreal ، وأقاموا الحصون في جزيرة صغيرة أمام أيلة ، وأنشأوا في المدينة نفسها حصناً صغيراً ، فحصروا بذلك الاتصال بن مصر وبلاد العرب ( سورية ) ، ولهذا كان لا بدَّ لصلاح الدين من استعادة المدينة والجزيرة ، فأرسل عمارة من السفن إلى خليج أيلة تقلُّ أخشابها مفككة على ظهور الإبل ، ثمَّ حاصر المدينة والجزيرة ، واستولى عليهما سنة 1171 ، وحدثت حادثة شبيهة بهذه عندما نقل رجنالد أمير حصن الكرك عمارة من السفن إلى هذه الجهة ، وحاصر بها حامية المسلمين فضيّق الخناق عليهم ، وفي هذا الحصار دُمّرت حصون الجزيرة ، وهُدم جانب من المدينة ، ولكنّها سرعان ما استعادت مجدها في عهد حكّام حصن الكرك من بني أيوب ومن المماليك ، وكانت الفتن التي نشبت في القرن الخامس عشر والسادس عشر سبباً في القضاء على تجارة أيلة ، وفي دمار المدينة نفسها ، وبقي منها فقط القلعة الموجودة على أرض القارة لتحمي العقبة طريق الحجّاج الوافدين من مصر ، وسُمّيت المدينة بعد ذلك باسم العقبة فقط وأسقط من التسمية اسم أيلة .
والعقبة في الوقت الحاضر من أعمال الحجاز وهو ولاية تركية ، وليست من أعمال الشام ، وقد اتّصلت المواصلات البرقيّة أخيراً بينها وبين معان دمشق ، وهي مقرّ محافظ ( شريف ) يخضع لوالى جدّة ، وفي سنة 1898 م كان في العقبة نحو 50 كوخاً يبدو عليها البؤس والفاقة أقيمت على سهل کلسي بین جبل أم نصيلة والبحر ، وفي نصف القرية الجنوبي تقوم القلعة المربّعة ويحيط بها خيام على شكل نصف الدائرة ، وفيها حامية قوامها 220 جنديّاً ، وترسو السفن التركية في هذا المكان مرّتين أو ثلاثاً كلّ سنة لتسرّح الجنود أو لتمدّهم بالمؤونة . وجوّ هذه البقعة غير صحيّ ومياه ينابیعها العديدة القريبة من البحر ملحة تنشر الحميّات .
ويعيش سكّانها في الغالب على التجارة وعلى الزراعة أيضاً في حالات قليلة ، وهم يزرعون أشجار النخيل ، ويملك زعماء البدو نحو 3500 نخلة على مقربة من العقبة ، وهم يدفعون لسكّان القرية نحو نصف محصولها أو ثلثيه أو ثلاثة أرباعه لقاء زرعها ، ولا يُصاد السمك في هذا المكان ، ولم يكن في سنة 1898 سفينة واحدة في القرية كلها .
ولم يبق من آثار أيلة إلّا القليل على بعد میل وربع ناحية الشمال . وفي الجنوب الشرقي من هذه الآثار يوجد الان شجرة سيال ( سيالة جرمي ) يقدّسها الناس ويعتقدون أن روحاً تسكنها . وهذا شيءٌ جديرٌ بالملاحظة فإنَّ اسم أيلة القديم وهو إيلاث ومعناها شجرة مقدسة يظهر أنّه نسبة إلى هذه الشجرة " أ . هــ
نقد بعض المزاعم والأوهام والأخطاء
قلت : في نصوص لويس أوهام عديدة اجترّها للأسف بعض كتّاب بلادنا بلا تمحيص ولا تحقيق وهي :
1ــ قوله في ذكر العقبة : ( قائمة شمالي ظهر أمّ نصيلة المنحدر إنحداراً شديداً ) غير صحيح فجبل أمّ نصيلة يقع إلى الشمال الشرقي من البلدة وقد نشأت في واديه ضاحية حوض أمّ نصيلة التي تُعرف بالتاسعة ، وكلامه هذا يعني أنّ موقع العقبة يقع إلى الشرق من منطقة التاسعة ؟!
2ــ قوله : ( وأمر أحمد بن طولون ( 254 ــ 270 هــ 868 ــ 883 م ) بإنشاء طريق جديد على حافّة جبل أم نصيلة ، بدلاً من طريق القوافل القديم الذي كان ضيّقاً محصوراً بين منحدر الجبل من ناحية وبين البحر من ناحية أخرى ، وكانت تطغى عليه الأمواج في أغلب الأحيان . وسُمّي هذا الممرّ العميق عقبة أيلة ، نسبة إلى المدينة التي كانت تجاوره ) كلام غير صحيح ، فالصحيح أنّ الطريق التي مهّدها ابن طولون تقع في جبل عقبة أيلة الواقع إلى الغرب من البلدة ، ودرب الحاج تسير عبر عقبة أيلة التي مهّدها سلاطين مصر إلى أن تنزل إلى شاطي البحر ثمّ تسير شرقاً إلى بلدة أيلة ، ثمّ تساير شاطئ البحر نحو قلعة أيلة الواقعة على الشاطئ الشرقيّ لخليج العقبة .
3ــ قوله : ( وفي سنة 1898 م كان في العقبة نحو 50 كوخاً يبدو عليها البؤس والفاقة أقيمت على سهل کلسي بین جبل أم نصيلة والبحر ، وفي نصف القرية الجنوبي تقوم القلعة ) غير صحيح كما تقدّم بيانه فأمّ نصيلة في شمال شرق القلعة ، وحديث موسل عن أمّ نصيلة يعني به جبل عقبة أيلة الواقع إلى الغرب من البلدة فالبلدة تقع في السهل يعني سهل وادي العرب قرب الشاطئ بين جبل العقبة غرباً وساحل البحر جنوباً وجنوباً شرقيّاً .
4ــ قوله : ( ولا يُصاد السمك في هذا المكان ) غير صحيحٍ فقد كان صيد الأسماك من أهمّ مصادر المعيشة لأهل البلدة كما ذكره الرحّالة الذين زاروها ، وهو المعروف عن أهالي البلدة .
5ــ قوله : ( وفي الجنوب الشرقي من هذه الآثار يوجد الان شجرة سيال ( سيالة جرمي ) يقدّسها الناس ويعتقدون أن روحاً تسكنها . وهذا شيءٌ جديرٌ بالملاحظة فإنَّ اسم ايلة القديم وهو إيلاث ومعناها شجرة مقدسة يظهر أنّه نسبة إلى هذه الشجرة ) قولٌ غير صحيحٍ فسيالة جرمي نبتت قرب قبر الشيخ جرمي فنُسبت إليه ، وهو قبر دُفن فيه الشيخ جرمي على تلّ مرتفع بجوار قلعة العقبة شرقاً ، وكان هذا القبر مزاراً للبدو والحاضرة ، فالبدو لم يزوروا السيالة بل كانوا يزورون القبر ، ودعوى زيارة السيالة ومن ثمّ الزعم أنّ هذا أصل اسم إيلات وهو الشجرة هو تأصيلٌ توراتي لاسم ايلة ، والصحيح أنّ اسم البلدة والمنطقة هو أيلة وهو اسم عربي صحيح عُرفت به المنطقة قبل خروج بني إسرائيل من مصر ، وقد حرّف اليهود الاسم إلى إيلات بمعنى الشجرة ، وهو ما حاول الربط بين معناه وبين سيالة جرمي هذا المستشرق ، ومن عجب أنّ هذا المستشرق ذي الخلفيّة التوراتيّة ، فهو راهبٌ حصل على شهادة الدكتوراه في اللاهوت ففي عام 1902 أصبح استاذا في جامعة اللاهوت ، وفي عام 1909 م أسندت إليه مهام الدراسات التوراتية في جامعة فيينا في النمسا ، وإذا أردنا تفنيد مزاعمه عن سيالة جرمي فنقول جاء في سفر الملوك الأول 6 : 1 ما نصّه : "
وَكَانَ فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ " أ . هــ فإذا كان عام 480 من سنة خروج بني إسرائيل من مصر يوافق العام الرابع من حكم سليمان بن داود عليهما السلام فإنّ هذا يعني أنّ الخروج كان عام 1447 قبل الميلاد ، فالتاريخ اليهودي وكثيرٌ من الباحثين نصّوا على أنّ سليمان عليه السلام تولّي العرش سنة 971 ق . م ، والعام الرابع من حكمه يكون عام 967 ق . م وعليه فإن عام الخروج يكون ( 967 + 480 = 1447 ق . م ) وهذا هو زمن الخروج المؤكد من الكتاب المقدس ، وإذا ما علمنا أنّ بني إسرائيل تاهوا في التيه 40 عاماً ، ثمّ خرجوا بقيادة يوشع بن نون إلى الأرض المقدّسة فهذا يعني أنّ عام الخروج من التيه هو عام 1407 ق . م ( 1447 ــ 40 = 1407 م ) ، وإذا ما علمنا أنّ يوشع بن نون قاتل العمالقة أهل أيلة في أيلة وانتصر عليهم فهذا يعني أنّ اليهود عرفوا أيلة بعد عام 1407 هــ ، وبناءاً على ما ادّعاه موسل فإنّهم سمّوا إيلات بهذا الاسم نسبة للشجرة فهل يريد موسل القول أنّ عمر هذه السيالة نحو 3300 عام ( 1407 + 1898 حينما زار موسل أيلة = 3305 عام ) ؟؟؟ هذا ما لا يقبله عقل ولا منطق ، لو صحّ هذا لكانت السيالة شجرةً قديمةً ضخمة لا يخفى أمرها على الرحّالة السائرين على درب الحاج المصري منذ القرن الأوّل للهجرة ، لكن يبدو أنَّ الدوافع التوراتيّة تطغى في كثير من الأحيان على النواحي العلمية عند كثير من المستشرقين !
وَكَانَ فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ " أ . هــ فإذا كان عام 480 من سنة خروج بني إسرائيل من مصر يوافق العام الرابع من حكم سليمان بن داود عليهما السلام فإنّ هذا يعني أنّ الخروج كان عام 1447 قبل الميلاد ، فالتاريخ اليهودي وكثيرٌ من الباحثين نصّوا على أنّ سليمان عليه السلام تولّي العرش سنة 971 ق . م ، والعام الرابع من حكمه يكون عام 967 ق . م وعليه فإن عام الخروج يكون ( 967 + 480 = 1447 ق . م ) وهذا هو زمن الخروج المؤكد من الكتاب المقدس ، وإذا ما علمنا أنّ بني إسرائيل تاهوا في التيه 40 عاماً ، ثمّ خرجوا بقيادة يوشع بن نون إلى الأرض المقدّسة فهذا يعني أنّ عام الخروج من التيه هو عام 1407 ق . م ( 1447 ــ 40 = 1407 م ) ، وإذا ما علمنا أنّ يوشع بن نون قاتل العمالقة أهل أيلة في أيلة وانتصر عليهم فهذا يعني أنّ اليهود عرفوا أيلة بعد عام 1407 هــ ، وبناءاً على ما ادّعاه موسل فإنّهم سمّوا إيلات بهذا الاسم نسبة للشجرة فهل يريد موسل القول أنّ عمر هذه السيالة نحو 3300 عام ( 1407 + 1898 حينما زار موسل أيلة = 3305 عام ) ؟؟؟ هذا ما لا يقبله عقل ولا منطق ، لو صحّ هذا لكانت السيالة شجرةً قديمةً ضخمة لا يخفى أمرها على الرحّالة السائرين على درب الحاج المصري منذ القرن الأوّل للهجرة ، لكن يبدو أنَّ الدوافع التوراتيّة تطغى في كثير من الأحيان على النواحي العلمية عند كثير من المستشرقين !
وقد تحدّث لويس موسل عن أهالي العقبة وعائلاتهم ، وكنت قد تواصلت عام 1992 م مع الباحث الأميركي الأستاذ Frank Henderson Stewart مستفسراً عن بعض المواضيع الخاصة بالعقبة فزوّدني بما كتبه المستشرق لويس موسل عن أهالي العقبة وعائلاتهم وتفضّل مشكوراً بترجمته وهذا نصّ ما قاله موسل : " العقباوية : ليس لمواطني العقبة حقول ، وهم يستأجرون أراضي قابلة للزراعة من الأحيوات ، خصوصاً في وادي العقفي الذي يزرعونه ، وليس عندهم خراف أو ماعز ، وبالكاد عندهم 200 جمل ، وتعتمد معيشتهم على التجارة ونقل البضائع مع مصر والجزيرة العربية ، وأيضاً من النخيل . يوجد في منطقة العقبة 3500 نخلة تقريباً وتنتج النخلة الناضجة في الموسم الجيّد 3 مجيدي وفي الموسم العاطل نصف هذا المبلغ تقريبا " أ . هــ
قلت : يقع وادي العقفي وهو وادٍ خصبٍ جدّاً في شمال غرب العقبة إلى الغرب من وادي العربة على نحو 50 كم بجوار عين غضيان إلى الشمال الغربي ، وعين غضيان تقع مقابل بلدة رحمة في وادي العربة في الجانب الغربيّ من الوادي .
وكان لويس موسل قد زار العقبة عام 1898 م وذكر بعض أحوالها فقال : " 14 نيسان وفيه وصلنا الى العقبة . والعقبة هذه قرية ليس فيها شيءٌ يذكر وهي مركز يسكنها محافظ من الدولة العليّة تحت أمر والي الحجاز . والحُمّى تفتك بأهلها فتكاً ذريعاً وقد تحمّلنا في هذه البلدة مشقّات يطول شرحها رغماً عمّا أظهر لنا من اللطف والأنس ناظم أفندي أحد ضباط السكر الهمايوني .
فرحلنا من العقبة وسرنا في وادي الاثم وإذا نحن بآثار الطريق القديمة التي ابتناها الرومان وكنت رأيت في رحلتي السابقة منذ سنتين رأس هذه الطريق لمّا سافرت من الكرك إلى وادي موسى فتحقّقت هذه المرّة الأخيرة الأمر تماماً ولا يبقى في حقيقة هذا الاكتشاف أدنى ريب . فهذه هي الطريق التي مرَّ بها طرایانس قيصر . يدل عليها أيضاً كتابات وجدناها هناك فضلاً عن حجارة كانت تُنصب في الطريق وترقم عليها المسافات .
ولمّا وصلنا إلى منازل قبيلة العلاويين أکرم شیخهم أبو حسین محمد بن جاد مثواه وأطلق لنا كل حرية للبحث عن الآثار جزاه الله خيراً " أ . هــ
فرحلنا من العقبة وسرنا في وادي الاثم وإذا نحن بآثار الطريق القديمة التي ابتناها الرومان وكنت رأيت في رحلتي السابقة منذ سنتين رأس هذه الطريق لمّا سافرت من الكرك إلى وادي موسى فتحقّقت هذه المرّة الأخيرة الأمر تماماً ولا يبقى في حقيقة هذا الاكتشاف أدنى ريب . فهذه هي الطريق التي مرَّ بها طرایانس قيصر . يدل عليها أيضاً كتابات وجدناها هناك فضلاً عن حجارة كانت تُنصب في الطريق وترقم عليها المسافات .
ولمّا وصلنا إلى منازل قبيلة العلاويين أکرم شیخهم أبو حسین محمد بن جاد مثواه وأطلق لنا كل حرية للبحث عن الآثار جزاه الله خيراً " أ . هــ
قلت : الأثم هو وادي اليتم .
قائمة عائلات العقبة التي ذكرها لويس موسل
تعود هذه القائمة إلى عام 1898 م حينما زار لويس موسل العقبة ومكث فيها بعض الوقت ، وبالبطع فإنّ القائمة لا تشمل كافّة العائلات العقباوية فقد تكوّنت بعض العائلات بعد قدوم موسل حيث كان أجدادها أفراداً حينذاك ، ولم يكونوا قدّ كوّنوا سلالات تُعرف بهم ، كما أنّ بعضهم قدم مع قدوم الأشراف إلى العقبة في الفترة بين عام 1917 ــ 1924 م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق