قال الوزير الإسحاقي في رحلته إلى الحجّ عند مروره بالعقبة في شوّال عام 1143 هــ : " .... ثم ارتحلنا على عادة المصري في الارتحال بعد الظهر أو قبله بقليل ، فكان المبيت بالنخيل معطنٌ قديمٌ معروفٌ . أقمنا به يوماً على عادة الركب في الإقامة ومنه نزلنا بئر الزعالك فيه ماء ضعيف المادة ، منتن الرائحة ، يسقم الأجسام ، ويشغل المعدة عن الطعام ، يحيله الشارب له في فمه كراهة له ويريغه ولا يكاد يسيغه ، ومنه نزلنا سطح العقبة ، وبتنا فيه إلى نصف الليل وارتحلنا فأصبحنا على رأس العقبة عقبة أيلة الكؤود ، الشّاقة المطلع والصعود ، طويلة مسافتها من نحو خمسة أميال ، تضرّ بالناس وتقتل الجمال وخصوصاً في الرجوع وهي في الذهاب حدور، وماؤها أحساءٌ في الرمل ، في ساحل البحر وإذا طمّت الموجة كسها ، ومع ذلك لا يؤثر فيها ماء البحر ، فسبحان من لا غاية لفضله وإحسانه .
وهنالك أثر بنیانٍ قديمٍ ، وهو موضع مدينة أيلة ، وهي القرية التي كانت حاضرة البحر ، على ما ذكره بعض المفسرين ، وأيلة معدودة من كور مصر . قال العبدري : وقد ذكرها القاضي عياض في مشارقه وغلط فيها فحكى عن أبي عبيدة أنها مدينة على شاطئ البحر من بلاد الشام ، وهي نصف الطريق من فسطاط مصر إلى مكة انتهی . والركب يقيم بها يومين وثلاثة ، وفيها وردت على أمير الركب المصري جماعة من أشياخ عرب تلك الناحية ، أعطاهم جوخات وحرامات ، وتصالح معهم بعض الصلح ، على أن لا يعرضوا للحاج .
ثم ارتحلنا من هذا البندر قرب الظهر ، فكان المبيت على ظهر الحمار ، نزلناه بعد العشاء ، ثم ارتحلنا منه فكان النزول على شرافة ابن عطنيه ) بعدما جزنا على عش الغراب وأم العظام .
ثمّ ارتحلنا من الغد على العادة في الرحيل والنزول ، فكان النزول على مغاير شعيب ... " أ . هــ
قلت : الزعالك تصحيف الصعاليك ، وعطنية تصحيف عطية .
وفي نصّ الإسحاقي فوائد مهمّة هي :
1ــ بيّن حال طريق العقبة في الجبال الواقعة غرب المدينة وصعوبتها وانّ مسافتها تبلغ خمسة أميال .
2ــ بيّن أنّ المياه في العقبة هي حفائر على شاطئ البحر تطمّها الأمواج دون أن تؤثّر على عذوبتها ، وهي على هذا إلى يوم الناس هذا .
3ــ أنّ آثار أيلة القديمة كانت حتى ذلك الوقت من عام 1143 هــ 1731 م كان بادية للعيان يرها زوّار المدينة .
4ــ ما نقله الإسحاقي عن العبدري بأنّ القاضي عياض ( ت 544 هــ ) غلط فيما قاله عن أيلة قول غير صحيح فأيلة بلا ريب من مدن بلاد الشام وتقع على شاطيّ خليج أيلة . قال القاضي عياض : " أَيْلَة بِفَتْح الْهمزَة مَدِينَة مَعْرُوفَة بِالشَّام على النّصْف مَا بَين طَرِيق فسطاط مصر وَمَكَّة على شاطئ الْبَحْر من بِلَاد الشَّام . قَالَه أَبُو عُبَيْدَة " أ . هــ
ثم ارتحلنا من هذا البندر قرب الظهر ، فكان المبيت على ظهر الحمار ، نزلناه بعد العشاء ، ثم ارتحلنا منه فكان النزول على شرافة ابن عطنيه ) بعدما جزنا على عش الغراب وأم العظام .
ثمّ ارتحلنا من الغد على العادة في الرحيل والنزول ، فكان النزول على مغاير شعيب ... " أ . هــ
قلت : الزعالك تصحيف الصعاليك ، وعطنية تصحيف عطية .
وفي نصّ الإسحاقي فوائد مهمّة هي :
1ــ بيّن حال طريق العقبة في الجبال الواقعة غرب المدينة وصعوبتها وانّ مسافتها تبلغ خمسة أميال .
2ــ بيّن أنّ المياه في العقبة هي حفائر على شاطئ البحر تطمّها الأمواج دون أن تؤثّر على عذوبتها ، وهي على هذا إلى يوم الناس هذا .
3ــ أنّ آثار أيلة القديمة كانت حتى ذلك الوقت من عام 1143 هــ 1731 م كان بادية للعيان يرها زوّار المدينة .
4ــ ما نقله الإسحاقي عن العبدري بأنّ القاضي عياض ( ت 544 هــ ) غلط فيما قاله عن أيلة قول غير صحيح فأيلة بلا ريب من مدن بلاد الشام وتقع على شاطيّ خليج أيلة . قال القاضي عياض : " أَيْلَة بِفَتْح الْهمزَة مَدِينَة مَعْرُوفَة بِالشَّام على النّصْف مَا بَين طَرِيق فسطاط مصر وَمَكَّة على شاطئ الْبَحْر من بِلَاد الشَّام . قَالَه أَبُو عُبَيْدَة " أ . هــ
5ــ بيّن أنّ مشايخ القبائل العربية في منطقة العقبة كانوا يتلقّون الأعطيات من أمير الركب المصري عند وصوله إلى العقبة ، وقد شهد ذلك حيث تمّ منح أؤلئك المشايخ جوخات وحرامات .
6ــ أنّ أمير الركب عقد صلحاً في ذلك العام 1143 هــ لتأمين مسيرة ركب الحاج وعدم التعرّض للركب بالسلب والنهب والقتل .
7ــ وصف الإسحاقي العقبة بأنّها بندر والبندر هو المدينة الساحلية التي لها ميناء . قال الزبيدي : " والبَنْدَرُ فِي اصطلاحِ سَفَرِ البَحْرِ : المَرْسَى والمُكَلَّأُ ، نقلَه الصَّغانيّ ، أَي مَربطُ السُّفُنِ على الساحِل " أ . هــ
وفي زماننا هذا يطلق اسم البندر على البلدة الكبيرة في الديار المصرية التي تتبعها بعض القرى .
7ــ وصف الإسحاقي العقبة بأنّها بندر والبندر هو المدينة الساحلية التي لها ميناء . قال الزبيدي : " والبَنْدَرُ فِي اصطلاحِ سَفَرِ البَحْرِ : المَرْسَى والمُكَلَّأُ ، نقلَه الصَّغانيّ ، أَي مَربطُ السُّفُنِ على الساحِل " أ . هــ
وفي زماننا هذا يطلق اسم البندر على البلدة الكبيرة في الديار المصرية التي تتبعها بعض القرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق