تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الخميس، 12 أبريل 2018

أيلة ( العقبة ) ووادي العربة بوّابة فتح وتحرير بلاد الشام


كانت أيلة ( العقبة ) ووادي العربة وجوارهما ممرّ الفتح لبلاد الشام والديار المصرية  ، فقد امتدّت الدولة الإسلامية في عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى منطقة العقبة وأذرح والجرباء ووادي العربة المجاور للعقبة ، وحينما بدأت حركة الفتح والتحرير الإسلامي ، وأرسل الخليفة الراشد أبو بكر الصدّيق الجيوش إلى بلاد الشام ولّى عمرو بن العاص فلسطين ، وأمره أن يسلك طريق أيلة عامدا لفلسطين ، وأمّر يزيد بن أبي سفيان على دمشق ، ودفع إليه اللواء فسار به ومعاوية أخوه يحمله بين يديه . 


وأمر أبو بكر رضي الله عنه عمرو بن العاص أن يسلك طريق أيلة عامدا لفلسطين ، وأمر يزيد أن يسلك طريق تبوك ، وأمّر شرحبيل بن حسنة الأردن وكتب إليه شرحبيل أن يسلك أيضا طريق تبوك . وكان العقد لكل أمير في بدء الامر على ثلاثة آلاف رجل، فلم يزل أبو بكر يتبعهم الامداد حتى صار مع كل أمير سبعة آلاف وخمس مئة، ثم تتام جمعهم بعد ذلك أربعة وعشرين ألفا .
وروى أيضاً أنه أمر عمرا مشافهة أن يصلى بالناس إذا اجتمعوا، وإذا تفرّقوا صلى كل أمير بأصحابه ، وأمر الامراء أن يعقدوا لكل قبيلة لواء يكون فيهم .
وبلغ يزيد بن أبي سفيان أنّ جمعاً من الروم نزلوا في وادي العربة فوجّه إليهم بقوّة برئاسة أبي أمامة الباهليّ .
قال أبو مخنف في يوم العربة أنَّ ستة قواد من قواد الروم نزلوا العربة في ثلاثة آلاف ، فسار إليهم أبو أمامة في كثف من المسلمين ، فهزمهم وقتل أحد القواد ، ثم اتبعهم فصاروا إلى الدبية ، وهي الدابية ، فهزمهم وغنم المسلمون غنما حسناً .
وقال البلاذري : " فبلغه أنَّ بالعربة من أرض فلسطين جمعاً للروم ، فوجّه إليهم أبا أمامة الصدي بن عجلان الباهلي ، فأوقع بهم وقتل عظيمهم ثمّ انصرف " أ . هــ
وقال الطبري : " اجتمع الروم جمعا بالعربة من أرض فلسطين ، فوجّه إليهم يزيد بن أبى سفيان أبا أمامة الباهلي ففضَّ ذلك الجمع . قالوا : فأوّل حرب كانت بالشأم بعد سرية أسامة بالعربة ، ثم أتوا الداثنة ويقال الداثن فهزمهم أبو أمامة الباهلي وقتل بطريقا منهم .
وقال مشايخ من أهل الشام : كانت أوّل وقائع المسلمين وقعة العربة ، ولم يقاتلوا قبل ذلك مذ فصلوا من الحجاز . ولم يمرّوا بشيء من الأرض فيما بين الحجاز وموضع هذه الوقعة إلّا غلبوا عليه بغير حرب وصار في أيديهم .
وقد أصبح الغمر في وادي العربة قاعدة لجيوش المسلمين فنزله عمرو بن العاص وصار له قصرٌ فيه .
قال الطبري : خرج عمرو بن العاص حتى نزل بغمر العربات ونزلت الروم بثنية جلق بأعلى فلسطين في سبعين ألفا عليهم تذارق أخو هرقل لابيه وأمه فكتب عمرو بن العاصى إلى أبى بكر يذكر له أمر الروم ويستمده  " أ . هــ
وقال ابن حبّان : " َنزل عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي قصره بغمر العربات وَنزل الرّوم بثنية جلق بِأَعْلَى فلسطين فِي سبعين ألفا عَلَيْهِم تذارق أَخُو هِرقل لِأَبِيهِ وَأمه فَكتب عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلَى أبي بكر يذكر لَهُ أَمر الرّوم ويستمده " أ . هــ
فأرسل أبو بكر المدد . قال ابن حبّان : "  سَارُوا جَمِيعًا إِلَى فلسطين مدَدا لعَمْرو بن الْعَاصِ وَعَمْرو مُقيم بالعربات من غور فلسطين وَسمع الرّوم باجتماع الْمُسلمين لعَمْرو بْن الْعَاصِ فانكشفوا عَن جلق إِلَى أجنادين " أ . هــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق