من بين العلماء الذين مرّوا بأيلة ( العقبة ) وقدّموا العلم فيها العالم الجليل الحافظ الحجة إمام الأئمة ، وقاضي القضاة ، وسند المقرئين ، وشيخ شيوخ الإقراء غير منازع ، عمدة أهل الأداء ،الذي بلغ الذروة في علوم التجويد وفنون القراءات ، حتى صار فيها الإمام الذي لا يدرك شأوه ، ولا يشقُّ غباره محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي العمري الشيرازي الشافعي أبو الخير .
ارتحل من القاهرة إلى الحجّ عام 827 هــ ، وارتحل معه أَحْمد بن أَسد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أَسد الدّين أبي الْقُوَّة الأميوطي الأَصْل السكندري المولد القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن أَسد ( 808 ــ 872 هــ ) فسمع منه ثلاثيّات مسند الإمام أحمد في أيلة ( العقبة ) .
ترجم له السخاوي فقال : " .... ارتحل فِيهَا مَعَ ابْن الْجَزرِي فَتلا عَلَيْهِ بَعْضًا وَقَرَأَ على الشَّمْس العفصي للست الزَّائِدَة على السَّبع بِمَا فِي المصطلح وللثمان مَعَ الشاطبية وَأَصلهَا والعنوان على الزراتيتي فِي آخَرين أَجلهم ابْن الْجَزرِي وسافر مَعَه فِي سنة سبع وَعشْرين إِلَى مَكَّة وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي المناهل وَغَيرهَا حَتَّى أكمل عَلَيْهِ يَوْم الصعُود بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَأذن لَهُ وَسمع عَلَيْهِ ثلاثيات أَحْمد بعقبة أيلة وَكَثِيرًا من الْمسند الْحَنْبَلِيّ وَأَحَادِيث من عشارياته ومللاته وَغَيرهَا بغَيْرهَا " أ . هــ
قلت : كانت العقبة محطّة علميّة من محطّات درب الحاج المصري والمغربي والإفريقي والغزّاوي يمرّ بها الأئمة ويدرّسون العلم فيها فقد كانت ملتقىً عامراً بالعلم للعلماء وطلبة العلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق