تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

السبت، 14 أبريل 2018

أيلة ( العقبة ) عام 738 هــ في رحلة أبي البقاء البلويّ


من بين العلماء الرحّالة الذين زاروا أيلة ومرّوا بها الأديب الشاعر القاضي أبو البقاء خالد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد البلوي القنتوري نسبة إلى قنتورية Cantoria الأندلسي ، قاضي قنتورية ، وهي بلدة من أعمال ألمرية من بلاد الأندلس ، وكان من أشهر قضاة الأندلس في القرن الثامن للهجرة . شدّ الرحال إلى المشرق العربي لأداء مناسك الحج بيت الله الحرام ، وبحثاً عن السند العالي في الحديث وللحصول على الإجازات العلمية ، من علماء المشرق . 

وفي طريق عودته مع ركب الحاج مرّ بالعقبة التي وصلها نهار الخميس 16 / محرّم / 738 هــ ، ثمّ واصل رحلته عبر وادي عربة إلى الخليل في فلسطين ، وقال في ذكر ذلك : " وردنا ماء العقبة الكبرى على ساحل البحر وهي التي تسمى عقبة أيلة يجتمع عندها الناس من الشام ومصر وغيرهما للقاء الركبان ، والسؤال عن الأحباب والإخوان،
عارضا بي ركب الحجاز أسائ ... هـ متى عهده بأيام جمع
واستملأ حديث من سكن الخيف ... ولا تكتباه إلا بدمــــعي
فاتني أن أرى الديار بطرفــــي ... فلعلي أرى الديار بسمـعي
وصلنا إليها في ضحى يوم الخميس السادس عشر لشهر الله المحرم مفتتح عام ثمانية وثلاثين وسبعمائة ثم تقسمت الركبان فبعض انقلب إلى الديار المصرية وبعض ذهب إلى البلاد الشامية :
ألا بلغ الله الحمى من يريده ... وبلغ أكناف اللوى من يريدها
فكنت ممن آثر زيارة تلك البقاع السامية الكريمة ، واستخار الله تعالى فاختار له أفضل الغنيمة ، ورحلنا من العقبة في ليلة يوم السبت الثامن عشر من شهر الله المحرم المذكور ، فأول ماء لقيناه بعد العقبة المذكورة ماء غضيان ، ثم ماء الغمر ، ثم ماء التجان ، ثم سرنا فأتينا عقبة الصفا ، وقد اشتدت جمرة القيظ ، والنفوس من جواز تلك العقبة الكئود تكاد تميز من الغيظ . وما زلنا نسير فيشتد حرّ الشمس ، ويشبه اليوم الأمس ، إلى أن وصلنا إلى مدينة الخليل عليه السلام فدخلناها عند العصر من اليوم الخميس الثالث والعشرين لشهر الله المحرم المذكور ... " أ . هــ 

قلت : حينما غادر أبو البقاء البلوي العقبة سار عبر وادي العربة إلى أن وصل إلى غِضْيان الغنيّة بالمياه والتي تقع على نحو 50 كم شمال العقبة في الجانب الغربي لوادي العربة ، ثمّ واصل رحلته فمرّ بالغمر وهو غنيّ بالمياه في القسم الشماليّ من الجانب الشرقي من وادي العربة  ، ومن هناك واصل طريقه على نقب الصفا ، ثمّ إلى الخليل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق