تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الأحد، 12 يناير 2020

صفحة مجهولة من تاريخ العقبة : السيل الذي دمّر نصف المدينة عام 1931 م


في شتاء عام 1931 م تعرّضت مدينة العقبة لأمطار غزيرة أدّت إلى تكوّن سيولٍ جارفة وكان أكبر هذه السيول سيل وادي اليتم الذي داهم العقبة فدمّر كلّ ما في طريقة ، فقد جرف قطعان البدو ، ودمّر 100 منزل من منازل المدينة وجرفها إلى البحر وذه المنازل تشكّل نحو نصف المدينة ، فنُكبت المدينة بكارثة اقتصاديّة جعلت أهلها يعانون الفاقة والفقر المدقع ، وقد قتل أربعة أشخاص . وكانت السلطات قد أنذرت الأهالي من خطر السيول فهجروا بيوتهم والتجأوا إلى المرتفعات القريبة طلباً للسلامة .
فيما يلي ما ورد في إحدى الصحف حول هذه المأساة : 

سيل جارف في العقبة


هطل مطر شديد في القسم الشرقي من شبه جزيرة سينا وسال سيل لم يسبق له مثيل في وادي اثم المحاذي للطريق بين معان والعقبة فجرف قطعان البدو ونحو نصف بلدة العقبة إلى خليج العقبة وكان أهل العقبة قد انذروا قبل وصول السيل إلى بلدتهم فهربوا منها والتجأوا إلى المرتفعات التي حولها .

كارثة العقبة 


وفي أيامي بمعان حمل إليّ القادمون نبأ هطول أمطار شديدة حول العقبة تكوّن منها سيلٌ عظيمٌ ، جرف ما وقف في سبيله حتي هاجم دور البلدة فلم يسع سكانها إلّا تركها ، ولم يكن منه إلّا حمل الدور وما فيها الى مقرّ البحر وترك أولئك الفقراء البؤساء في حالة يرثى لها . اذ حمل مائة بيت أو أكثر .
مساكين أهل العقبة ! قُضي عليهم اقتصاديّاً حتي هجروا دورهم وبقي فيها منهم من غلب حبّ الوطن على قلبه فبقي فيها . فجاءت الطبية تقفي عليهم قضاءً مبرماً .
فإلى رجال حكومتنا وإلى أبناء العرب رفع هذه الكارثة المؤلمة راجين إعانة أولئك البؤساء المنكوبين وإلى أولي الرحمة والشفقة نشرح هذا الحادث المحزن .



الأمطار في العقبة


في الأخبار الواردة من شرقي الأردن أنّ العاصفة الأخيرة التي هبّت بشدّة في جهات معان والعقبة أحدثت اضراراً عظيمة فقد هدمت قسما من أبنية العقبة وأعقبها شتاءٌ شديدٌ أشبه بطوفان عرم غمر نصف مدينة العقبة ، ووجدت جثث أربعة من الأهلين وعددٌ كبيرٌ من الماشية التي أغرقتها السيول . أما في معان فكانت أقل ضرراً منها في العقبة . 

في الفيديو صورة عن سيل وادي اليتم عام 2016 م 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق