خلال وجودهم في منطقة العقبة منذ بضعة قرون رسّخت قبيلة الأحيوات هذا الوجود في مدينة العقبة من خلال ملكيّاتهم الكبرى للنخيل في مدينة العقبة ،وقد أشار بعض الرحّالة إلى ملكيّات قبيلة الأحيوات للنخيل في العقبة ومن هؤلاء جون لويس بيركهارت ( 1784 ــ 1817 م ) حيث ذكر أن القسم الأكبر من النخيل في العقبة هو لقبيلة الأحيوات .
قال الرحالة السويسري جون لويس بيركهارت في ذكر الأحيوات في منطقة نخل في وسط سيناء في رحلته عام 1812م : " وعرب الأحيوات والسعودية المخيمون في هذه المنطقة يلقبون أنفسهم بأسياد العقبة والنخل ويبتزون سنويا من الباشا مبالغ معينة للسماح له پاشعالها ــ يعني قلعة نخل ــ ومع أنهم عاجزون كليا عن مجابهة جيوشه إلا أن الضريبة تدفع وذلك كيلا تبقي لهم أية ذريعة لسلب القوافل الصغيرة ". وقال في رحلته عام 1816م في بيان سيطرة الأحيوات على منطقة ساحل طابة ومقبلة وهو في طريقه إلى العقبة عند وصوله إلى وادي مقبلة قرب طابا جنوب غرب العقبة : " أما الآن فنحن في منطقة الأحيوات الذين اشتهروا بسمعتهم السيئة " . قال : " ومن سوء الحظ لم يكن أحد من أدلائنا يعرف قبيلة الأحيوات ، ولو أننا قابلنا جماعة مسلحة منهم صدفة في الطريق لكانوا قد سلبونا حتما ". وذكر أن القسم الأكبر من نخيل العقبة هي لقبيلة الأحيوات فقال : " في العقبة غابات من شجر النخيل والقسم الأكبر منها يخص عرب الأحيوات ". وقال في ذكر هذه القبائل أي الأحيوات والعلاوين والعمران : " كثيرا ما كانت تصل قوافل هذه القبائل إلى القاهرة للحصول على القمح ولكنهم مستقلون بأنفسهم عن والي مصر وكثيرا ما قاموا بسلب قوافل الحجاج بل ويسلب كل من يقطع طريق الحج مارا ببلادهم وكان اتصالهم بسوريا وخاصة بمدينة الخليل أكثر من اتصالهم بمصر ". وقال في ذكرهم في وادي اللحيانة في النقب الجنوبي عام 1812 م : " ... التقينا ببضع عائلات من عرب الأحيوات الذين اختاروا هذا المكان لكي ترعى إبلهم شجرة الصمغ العربي الشائكة ". ويتضح مما ذكره بيركهارت أن منطقة الأحيوات امتدت من العقبة في الأردن إلى وادي اللحيانة في فلسطين إلى تخل في وسط سيناء إلى وادي مقبلة على الساحل الغربي لخليج العقبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق