كان العقباوية تجّاراً ماهرون في التجارة ، وكان لهم رحلات كثيرة شمالاً إلى بلاد فلسطين وغرباً إلى مصر ، وجنوباً إلى الحجاز ، وإلى مناطق البدو حوالي العقبة للشراء والبيع دون كللٍ أو مللٍ . وقد أشار إلى إحدى هذه الرحلات الأستاذ نمر سرحان ( 1937 ــ 2018 م ) رحمه الله تعالى في مقالة له عن التراث الشعبي في العقبة فقال : " تتبوأ العقبة مركزاً تجاريّاً هامّاً بين مصر وفلسطين ، الأردن وشبه الجزيرة العربية : وهذه رواية لتاجر عقباوي ولد في عام ۱۸۸۰ وعاصر الرحلات التجارية البرّيّة من العقبة الى فلسطين ومصر : قال الحاج مطر عبد السلام العسيلي :
كنت أتجر بالغنم والجمال والسمن والتي كنا نشتريها من معان ومن البدو في المنطقة : وكنّا نقطع وادي عربة ونتّجه إلى بئر السبع وفي ارتحالنا عبر الصحراء كنّا نصطحب معنا رجلاً من البدو الذين ينتقلون في جنوب فلسطين کرمز للأمان ، حتى إذا ما اصطدمنا بأحد كان الرجل خير عونٍ لنا يوضّح مهمتنا ويؤمّن رحلتنا . وعندما نصل إلى بئر السبع نمنح رفيقنا البدوي الفلسطيني عطاءً ونودّعه . ومن بئر السبع كنّا نتّجه إمّا شمالاً وإمّا جنوباً ، فإذا اتّجهنا شمالاً وصلنا اللد والرملة ويافا ، وإذا اتّجهنا جنوبا مررنا بالفالوجة ، خان یونس ، غزّة والسويس : وإذا ما حصلنا على جنيهات فلسطينية كنّا نستبدلها بالريالات وليرات الذهب ، ولا نحضر البنكنوت الفلسطيني إلى العقبة " أ . هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق