يُعتبر محمد بن الحسن المهلّبي من أقدم الجغرافيّين العرب الذين كتبوا في البلدانيّات وقد ألّف كتابه وأهداه للعزيز الفاطمي الذي حكم مصر في الفترة من 365 ــ 386 هــ ، وقد دوّن في كتابه ما يتعلّق بأحوال البلاد في مصر والسودان والشام والجزيرة العربية وغيرها ، وممّا ذكره عن أيلة يتّضح أنّها كانت مدينة عامرة مزدهرة ، وأنّ حجّاج الديار المصرية وبلاد الشام يلتقون فيها ليواصلوا رحلتهم إلى الديار الحجازية لأداء مناسك الحجّ ، وفيما يلي نصّه بحرفه :
قال المهلّبي : " من الفسطاط إلى جب عميرة ستة أميال ، ثم إلى منزل يقال له عجرود وفيه بئر ملحة بعيدة الرشاء أربعون ميلاً ، ثم إلى مدينة القلزم خمسة وثلاثون ميلا ، ثم إلى ماء يعرف بتجر يومان ، ثم إلى ماء يعرف بالكرسي فيه بئر رواء مرحلة ، ثم إلى رأس عقبة أيلة مرحلة ، ثم إلى مدينة أيلة مرحلة .
قال : ومدينة أيلة جليلة على لسان من البحر الملح ، وبها مجتمع حج الفسطاط والشام ، وبها قوم يذكرون أنهم من موالي عثمان بن عفان ، ويقال إنَّ بها برد النبي صلّى الله عليه وسلم ، وكان قد وهبه ليوحنة بن رؤبة لمّا سار إليه إلى تبوك ؛ وخراج أيلة ووجوه الجبايات بها نحو ثلاثة آلاف دينار . وأيلة في الإقليم الثالث وعرضها ثلاثون درجة " أ . هــ
قلت : برد النبي صلّى الله عليه وسلم تمّ بيعه إلى أبي العبّاس السفّاح أوّل الخلفاء العبّاسيّين الذي حكم في الفترة من 132 ــ 136 هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق