يُعدّ بويب العقبة الذي عُرف فيما بعد بالبُريج من أبرز وأشهر معالم أيلة قديماً ، وهو مدخل الحجاز إلى أيلة ، وهو أحد أخطر مداخل العقبة بالنسبة لقوافل الحجيج والتجّار وغيرها ، وقد كان بويب العقبة وهو تصغير باب مركزاً جمركياً للضرائب المفروضة على التجّار الوافدين إلى أيلة من جهة الجنوب من الحجاز واليمن بل والصين وغيرها ، وكان يتميّز بموقعٍ فريدٍ فهو جبل ممتدّ إلى البحر حتى يكاد يغلق الطريق ، لهذا فالمشرف عليه يتحكّم في الطريق في الذهاب والإياب ، وقد بُني على هذا الجبل قصرٌ صغير دعاه الناس فيما بعد البريج تصغير برج ، ويقع إلى الجنوب من سيل وادي الجيوشية في الخليج جنوب ميناء العقبة .
قال الظاهري ( ت 893 هــ ) في ذكر مراكز المكوس أي الجمارك : " ... ورسم البهار ممّا يوجب عليه ببدر وحنين وبويب العقبة " أ . هــ وقاله محمد بن ابي الفتح الصوفي الشافعي ( ت 950 هــ ) ، وقال ابن إياس ( ت 930 هــ ) : " كان بها قصر عال هناك ، يجلسون فيه القباض عند أخذ المكس من التجار " ، وقال : " وكان بها قصر يسكن به قباض المكوس بسبب مراكب التجار الذين ترد هناك من الهند واليمن والصين وغير ذلك من البلاد " أ . هــ
وذكره الجزيري ( ت نحو 977 هــ ) وسمّاه بويب مناخ عقبة أيلة ، وذكر أنّه يُعتبر أوّل دوّار حقل الواقعة جنوب أيلة على نحو 25 كم فقال : " البويب وهو البناء الذي على قنة جبل بآخر المناخ " ، وقال " بويب مناخ عقبة أيلة " ، وقال : " وأما صِفة البويب فهو مضيق بين جبلين صغرين ، وشرفة وتل ورمل مستطيل يمينا ، وباب الشيء أوله ، وهو ما يتوصل من إليه ، وعند المتردّدين على هذا الطريق أن له بابين ، هذا وباب آخر مناخ عقبة أيْلة ، وهو بناء على قبة جبل ، في أوّل دوّار حقل كأنه شارة إلى أن هذا أوّل المفازة من حدّ مصر ، وللأديب إبراهيم المعمار :
رأيت في درب الحجاز مَاشياً ...... مُميلاَ عِنْد البويْبِ الرَّقبــه
مُنطرحاً بين الرجال بَاكيـــــاَ ...... يقُول : ما أْطلها مِنْ سَلبَه ( ؟ )
ودمعُهُ مِن العُيُـــــــون وادياً ...... وَوجههُ مِما يقاسِي عقبـهْ
رأيت في درب الحجاز مَاشياً ...... مُميلاَ عِنْد البويْبِ الرَّقبــه
مُنطرحاً بين الرجال بَاكيـــــاَ ...... يقُول : ما أْطلها مِنْ سَلبَه ( ؟ )
ودمعُهُ مِن العُيُـــــــون وادياً ...... وَوجههُ مِما يقاسِي عقبـهْ
وكان المبشّرون يصعدون البويب للإشارة أنّهم انتهوا من مرحلة خطيرة في درب الحاج ، ودخلوا في أخرى . قال الجزيري : " بويب العقبة وهو البناء الذي على قنة الجبل ، وكان المبشّرون يصعدون إليه في مرورهم بأعلامهم ، ويذكرون في الذهاب ما معناه أنَّ الحاج قد دخل المفازة من بابها وأغلق ما وراءه فلا يفتح إلّا إذا عاد ، وكان الشيخ محمد عرف بأبي جريدة المبشر يواظب على ذلك ويعده كالرتبة له " ، وقال في ذكر هذا المبشّر الذي كان يصعد بويب العقبة للتبشير بذلك : " الشيخ محمد أبو جريدة عُرف بنخال وكان يُلقّب بذلك . كان يبشّر بوصول الدور ، بطريق الحجاز . تلقّى ذلك عن والده ، وحجّ نيفاً وأربعين حجّة ، وكُنّي بابي جريدة لعصاة له ، ورثها عن أبيه . كانا يصعدان بها على رؤوس الجبال العالية الشامخة ، وفي المفاوز ويشيران بها للركب يميناً ويساراً ، وهما يلهجان ويقولان : يا دائم ، وكلاماً كثيراً مختصر معناه : أنّ العابر بهذه البرية والمفازة مفقود ، والخارج منها مولود ، أي في حكم الحالتين ، وكان شعاره لباس الصوف حتى العمامة ، ولم يزل على ذلك متردّداً في هذه الخدمة مدّة حياته إلى قريب من سنة ستّين وتسعمائة " أ . هــ
وقد ذكره بعض المعاصرين وعرّفوا به . قال البلادي : " البريج تصغير برج : قميمة صغيرة بطرف مدينة العقبة من الجنوب يفصلها عن جبال العقبة ريع هو منفذ العقبة الوحيد إلى الجنوب وهذه الأكمة تكنع في البحر فتجعل المرور بينها وبين البحر مستحيلا ، وفي رأسها برج صغير للمراقبة كان تابع للملكة العربية السعودية إلى أن خطّطت الحدود من جديد بين الأردن والسعودية في العقد التاسع من هذا القرن الرابع عشر الهجري فدخل البريج في الأردن . اعتقد أنّ هذه الأكمة لا بدّ من نسفها لتوسيع الطريق جنوب العقبة ، وريعها هذا هو ما كان يسمّيه رحّالو الحجاج بالعقبة الكؤود " ، وقال : " البويب : تصغير باب اسم الممرّ الذي يأتي مدينة العقبة من الجنوب بين الجبال والبرج المعروف باسم البريج " أ . هــ
وقال القثامي : " البريج : البريج كان في السابق نهاية الحدود السعودية على ساحل خليج العقبة مع الأردن ، وهو قريب جدّ من العقبة حيث لا يبعد أكثر من الكيلو ونصف الكيلومتر من العقبة .
وقد سُمّي بريج تصغير برج لوقوعه في أسفل جبل صغير في أعلاه برج يكشف العقبة ، والطريق من العقبة في اتّجاه حقل إجباري يمرّ بالبريج ، لوجوده في ممرّ ضيّق ن فمن الغرب البحر ومن الشرق جبال شاهقة عالية الارتفاع .
وقد اتخذته السلطات الأردنية بعد ذلك مركزاً للتفتيش بعد الاتفاق بين الحكومتين على الحدود الأخيرة " أ . هــ
وقد سُمّي بريج تصغير برج لوقوعه في أسفل جبل صغير في أعلاه برج يكشف العقبة ، والطريق من العقبة في اتّجاه حقل إجباري يمرّ بالبريج ، لوجوده في ممرّ ضيّق ن فمن الغرب البحر ومن الشرق جبال شاهقة عالية الارتفاع .
وقد اتخذته السلطات الأردنية بعد ذلك مركزاً للتفتيش بعد الاتفاق بين الحكومتين على الحدود الأخيرة " أ . هــ
قلت : كان البريج هو الحدّ بين الأردن والمملكة العربية السعودية حتى عام 1965 م ، حيث تمّ تعديل الحدود فبتاريخ 9 جمادى الثانية 1385 هجرية الموافق 4 تشرين الأول / 1965 ميلادية تم في مدينة جدّة تبادل وثائق ابرام اتفاق تعيين الحدود بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية ، وهكذا عاد البريج إلى العقبة بعد فصله عنها نحو 40 عاماً ، فقد كانت العقبة جزءاً من مملكة الحجاز ، ولمّا أوشكت الدولة الحجازية على السقوط لصالح الدولة النجدية عام 1925 م تمّ تنازل الملك علي عن ولاية العقبة ومعان لأخيه الملك عبد الله بن الحسين ، فأصدر الملك عبد الله إرادة أميرية بتاريخ 24 / 6 / 1925 م إلى رئيس مجلس النظار علي رضا الركابي بالمباشرة بإجراءات ضمّ العقبة ومعان إلى إمارة شرق الأردن ، ومنذ ذلك التاريخ بقي البريج جزءاً من الحجاز أحد أقاليم الدولة السعودية إلى أن تمّ الاتفاق على تعديل الحدود بتاريخ 4 / 10 / 1965 م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق