خلال زيارة يوحنّا بن رؤبة الأيلي أسقف وملك أيلة ومن معه من كبار الأيليّين وأهل أذرح وجرباء وغيرهم إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في تبوك في العام التاسع للهجرة قدّموا بعض الهدايا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وكان من بينها حلّة سيراء من الحرير ، فتقبّلها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ولبسها لبعض الوقت إكراماً له ولمن معه رغم أنَّ الحرير كان قد حُرّم قبل ذلك العام ، وقد أعطاها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ليفرّقها على نسائه .
قَالَ علي بن أبي طالب : " أُهْدِيَتْ إلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُلَّةٌ سِيَرَاءُ فَبَعَثَ بِهَا إلَيَّ فَلَبَسْتُهَا فَعَرَفْت الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ : إنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إلَيْك لِتَلْبَسَهَا إنَّمَا بَعَثْت بِهَا إلَيْك لِتُشَقِّقَهَا خُمُرًا بَيْنَ النِّسَاءِ " . رواه الشيخان البخاري ومسلم .
قال الشوكاني : " قَوْلُهُ : ( أُهْدِيَتْ إلَى النَّبِيِّ ) أَهْدَاهَا لَهُ مَلِكُ أَيْلَةَ وَهُوَ مُشْرِكٌ .
قَوْلُهُ: ( حُلَّةٌ ) الْحُلَّةُ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ وَغَيْرِهِ مِنْ كُتُبِ اللُّغَةِ : إزَارٌ وَرِدَاءٌ ، وَلَا تَكُونُ حُلَّةٌ إلَّا مِنْ ثَوْبَيْنِ أَوْ ثَوْبٍ لَهُ بِطَانَةٌ ، وَهِيَ بِضَمِّ الْحَاءِ .
قَوْلُهُ : (سِيَرَاءُ) بِكَسْرِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ ثُمَّ رَاءٌ مُهْمَلَةٌ ثُمَّ أَلِفٌ مَمْدُودَةٌ قَالَ فِي الْقَامُوسِ : كَعِنَبَاءٍ ، نَوْعٌ مِنْ الْبُرُودِ فِيهِ خُطُوطٌ صُفْرٌ أَوْ يُخَالِطُهُ حَرِيرٌ وَالذَّهَبُ الْخَالِصُ ا . هـ .
قَالَ الْخَطَّابِيِّ : هِيَ بُرُودٌ مُضَلَّعَةٌ بِالْقَزِّ ، وَكَذَا قَالَ الْخَلِيلُ وَالْأَصْمَعِيُّ وَأَبُو دَاوُد . وَقَالَ آخَرُونَ : إنَّهَا شُبِّهَتْ خُطُوطُهَا بِالسُّيُورِ . وَقِيلَ : هِيَ مُخْتَلِفَةُ الْأَلْوَانِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ ، وَقِيلَ : هِيَ وَشْيٌ مِنْ حَرِيرٍ قَالَهُ مَالِكٌ ، وَقِيلَ : هِيَ حَرِيرٌ مَحْضٌ . وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ : إنَّهَا ضَرْبٌ مِنْ الْبُرُودِ . وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ : إنَّهَا مَا كَانَ فِيهِ خُطُوطٌ صُفْرٌ ، وَقِيلَ : مَا يُعْمَلُ مِنْ الْقَزِّ . وَقِيلَ : مَا يُعْمَلُ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ " أ . هــ
قَوْلُهُ: ( حُلَّةٌ ) الْحُلَّةُ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ وَغَيْرِهِ مِنْ كُتُبِ اللُّغَةِ : إزَارٌ وَرِدَاءٌ ، وَلَا تَكُونُ حُلَّةٌ إلَّا مِنْ ثَوْبَيْنِ أَوْ ثَوْبٍ لَهُ بِطَانَةٌ ، وَهِيَ بِضَمِّ الْحَاءِ .
قَوْلُهُ : (سِيَرَاءُ) بِكَسْرِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ ثُمَّ رَاءٌ مُهْمَلَةٌ ثُمَّ أَلِفٌ مَمْدُودَةٌ قَالَ فِي الْقَامُوسِ : كَعِنَبَاءٍ ، نَوْعٌ مِنْ الْبُرُودِ فِيهِ خُطُوطٌ صُفْرٌ أَوْ يُخَالِطُهُ حَرِيرٌ وَالذَّهَبُ الْخَالِصُ ا . هـ .
قَالَ الْخَطَّابِيِّ : هِيَ بُرُودٌ مُضَلَّعَةٌ بِالْقَزِّ ، وَكَذَا قَالَ الْخَلِيلُ وَالْأَصْمَعِيُّ وَأَبُو دَاوُد . وَقَالَ آخَرُونَ : إنَّهَا شُبِّهَتْ خُطُوطُهَا بِالسُّيُورِ . وَقِيلَ : هِيَ مُخْتَلِفَةُ الْأَلْوَانِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ ، وَقِيلَ : هِيَ وَشْيٌ مِنْ حَرِيرٍ قَالَهُ مَالِكٌ ، وَقِيلَ : هِيَ حَرِيرٌ مَحْضٌ . وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ : إنَّهَا ضَرْبٌ مِنْ الْبُرُودِ . وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ : إنَّهَا مَا كَانَ فِيهِ خُطُوطٌ صُفْرٌ ، وَقِيلَ : مَا يُعْمَلُ مِنْ الْقَزِّ . وَقِيلَ : مَا يُعْمَلُ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ " أ . هــ
وقال ابن القيّم الجوزية : " .... جَوَازُ لُبْسِ الْحَرِيرِ فِي الْحَرْبِ، وَجَوَازُ الْخُيَلَاءِ فِيهَا ، إِذْ مَصْلَحَةُ ذَلِكَ أَرْجَحُ مِنْ مَفْسَدَةِ لُبْسِهِ ، وَنَظِيرُ ذَلِكَ لِبَاسُهُ الْقَبَاءَ الْحَرِيرَ الَّذِي أَهْدَاهُ لَهُ مَلِكُ أَيْلَةَ سَاعَةً ، ثُمَّ نَزْعُهُ لِلْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ فِي تَأْلِيفِهِ وَجَبْرِهِ ، وَكَانَ هَذَا بَعْدَ النَّهْيِ عَنْ لِبَاسِ الْحَرِيرِ ..... هَذَا كَانَ عَامَ الْوُفُودِ سَنَةَ تِسْعٍ ، وَأَنَّ النَّهْيَ عَنْ لِبَاسِ الْحَرِيرِ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ نَهَى عمر عَنْ لُبْسِ الْحُلَّةِ الْحَرِيرِ الَّتِي أَعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَكَسَاهَا عمر أَخًا لَهُ مُشْرِكًا بِمَكَّةَ ، وَهَذَا كَانَ قَبْلَ الْفَتْحِ ، وَلِبَاسُهُ ــ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ هَدِيَّةَ مَلِكِ أَيْلَةَ ، كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ " أ . هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق