تهتم هذه المدونة وتعنى بتاريخ وتراث وأعلام العقبة وجوارها

الاثنين، 9 أبريل 2018

وفاة العالم القاضي محمد بن عبد الوهاب أبو المعالي المغربي في أيلة ( العقبة ) عام 918 هــ


من بين العلماء الذين مرّوا بالعقبة وتوفّوا في نواحيها ودفنوا فيها أحد علماء المدينة المنوّرة ، وهو محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب بن يحيى بن عبد الرحمن النجم أبو المعالي بن التاج بن نصر بن الجمال بن الشرف المغربي الأصل المدني ثم المكي المالكي ( 851 ــ 918 هــ ) ، ودفن عند الخان الجديد في العقبة . 



قال السخاوي : " أمه سارة ابنة غياث بن ظاهر بن الجلال الخجندي وماتت قبل استكماله سنة فنشأ في كفالة أبيه وحفظ القرآن والمختصر الفرعي لابن الحاجب والثلثين من الأصل وغالب الرسالة وألفيتي الحديث والنحو وعرض على جماعة من أهلها والقادمين إليها ولازم أبا الفرج المراغي في قراءة الحديث وغيره بحيث قرأ عليه الكثير ومن ذلك : الأحياء للغزالي بل قرأ في الفقه على يحيى العلمي وابن يونس حين مجاورتيهما بطيبة ، وجماعة منهم : بالقاهرة النور السنهوري وكذا قرأ بها على الأمين الأقصرائي بعض العلوم وعلى الديمي وكاتبه وممّا أخذه عنه تصنيفه القول البديع قراءة ومناولة وألفية العراقي وجملة من الكتب الست والموطأ مع المسلسل بالأولية وبالمحمدين وحديث زهير العشاري وبعض ذلك بلفظه وامتدحه بقصيدة أنشده إياها لفظا وكتبها مع غيرها من نظمه وغيره بخطه وأذن له في الإفادة وكتب له إجازة حسنة ومن شيوخه أيضا في الفقه : موسى الحاجبي ويحيى الهواري ، وفي الفنون: السيد السمهودي ، وأظنه أخذ عن الجوجري ، ثمَّ رأيت معه بخط الشيخ الجوجري إجازة لصاحب الترجمة وذكر فيها : أنه قرأ عليه قطعة من ألفية ابن مالك سنة أربع وسبعين وبعدها في سنة ثمان وسبعين من أوّل التوضيح لابن هشام إلى اشتغال العامل عن المعمل وأذن له أن يدرس فيها ويفيد من شأنه الإستفادة انتهى . ولم يزل يجتهد حتى ولي قضاء مكة المشرفة بعناية الخواجا ابن قاوان سنة تسع وسبعين ، وقطنها سنة اثنتين وثمانين ، وتزوج ابنة الجمالي بن نجم الدين بن ظهيرة ، ورسخت قدمه بها ، وأقرأ الطلبة في الفقه وغيره ، وأفتى وتصدر بالمسجد الحرام مع استحضار لمذهب وتميز في فن الأدب وحسن مذاكرة وظرف ولطف عشرة وعقل وتودد وأوصاف لائقة ، وقد ترفع حاله بالنسبة لما كان ، وابتنى دارا هائلة ..... 
وله نظم ونثر وعدة مؤلفات كتبتها من إملائه لأنه بعد المؤلف انفرد بمكة المشرفة ، وصار من أكابرها ومرجع أهلها ، وتقدم عند سلطانها ، وقدم القاهرة بسببه مدة بعد أخرى ، فأكرمه ملكها ، وأنعم عليه بخلعة سنية وإنعامات مرضية وفوض إليه الحكم حيث حل ، فحكم بجدة والطائف ، ونال جملة من اللطائف ، ثم قدر الله تعالى أنه دخل القاهرة صحبة الشريف أبي نمي ابن صاحب مكة السيد بركات الحسني سنة ثماني عشرة وتسعمائة فواجه ملكها ، وعاد مع الحاج فتحرك عليه ريح القولنج وهو نازل من عقبة أيلة ، فأسكت من وقته ، ومات بها في يوم الجمعة سلخ ذي القعدة فجهز ودفن بأسفلها عند الخان الجديد ، وجاء نعيه لمكة مع ولده الصغير ، وهو القاضي تاج الدين المالكي ، وصلي عليه صلاة الغائب رحمه الله وإيانا " أ . هــ 

قلت : وممّا يستفاد من هذا النصّ أن الخان المعروف في العقبة في ذلك الوقت كان خاناً جديداً وليس هو الخان القديم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق